فلسطين أون لاين

البلدة القديمة في الخليل.. المنطقة المعزولة بمخططات التفريغ والضم

...
صورة أرشيفية
​​​​​​​الخليل/غزة- يحيى اليعقوبي

لم تتوقف أطماع الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي قبل 26 عامًا، فالتهويد والاستيطان طال قلب المدينة، وأضحت 43% من منازل البلدة القديمة فارغة من الفلسطينيين؛ بسبب اعتداءات الاحتلال الممنهجة، وإجراءات عزل الحرم الإبراهيمي عبر عشرات المشاريع والمخططات التهويدية والاستيطانية.

ويعيش نحو 250 ألف فلسطيني في الخليل، منهم نحو 40 ألفًا يوجدون في البلدة القديمة، في المقابل يبلغ عدد المستوطنين اليهود في البلدة 800 مستوطن.

ويحيط في المدينة جنوبي الضفة الغربية، نحو 23 ألف مستوطن في 30 مستوطنة وأكثر من 20 بؤرة استيطانية. حسب إحصائيات فلسطينية.

فرض السيادة

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي د. عادل شديد: إن طرد (إسرائيل) بعثة المراقبين الدولية قبل عام من الخليل، كان مقدمة لفرض مشاريع تهويدية جديدة في البلدة القديمة.

واستدل بزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، للخليل، خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، مرتين.

وتوقع شديد في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن يتجه الاحتلال لضم البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي ومنطقة السوق، والسعي خلال الفترة القادمة لفرض "القانون الإسرائيلي" عليها، ما يعيدنا لـ26 عامًا للوراء حينما ارتكبت مجزرة الحرم، وفرض بعدها منع التجول بالمدينة لأكثر من عام.

ولفت إلى أن غياب البعثة الدولية، حفز المستوطنين إلى زيادة اعتداءاتهم على الفلسطينيين، بعدما كانوا يشعرون أن هناك جهات دولية تراقبهم -رغم أن البعثة لم تتخذ إجراءات بمنع انتهاكاتهم-.

وتعد الخليل، والكلام لشديد، من ناحية توراتية ثاني مدينة مقدسة عند اليهود من بين أربع مدن فلسطينية محتلة: القدس، والخليل، وصفد، وطبريا، لكن الجانب السياسي "فإن لمستوطني الخليل جزءًا مهمًّا في صناعة القرار بدولة الاحتلال أكثر من مستوطني المناطق الأخرى".

تغييرات كبيرة

ورأى المختص في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، أن التغيرات التي حصلت في الخليل منذ 26 عامًا كبيرة جدًّا، أبرزها إغلاق شارع "الشهداء" في البلدة القديمة، وإغلاق ألف محل تجاري 600 منهم في البلدة القديمة، والاستيلاء على سوق الخضار، وزيادة عدد الوحدات الاستيطانية في البؤر الاستيطانية الخمس، وإعطاء مستوطنة "كريات 4" صفة بلدية.

وأكد حنتش لصحيفة "فلسطين" أن هناك خشية من سحب الاحتلال صلاحيات الخدمات والضرائب من بلدية الخليل على المنطقة المسماة "H2".

وقال: إن سلطات الاحتلال تريد تهويد قلب الخليل، وتفريغها والتنغيص على حياة المواطنين الفلسطينيين بنشر حواجز إلكترونية وطيارة في البلدة القديمة، فضلًا عن قيامها بإعطاء أرقام لبعض المواطنين بالخليل ببعض المناطق على غرار "النازية"، وقامت بقطع التواصل بين العديد من الأحياء العربية ومحاصرتها.

وفي 15 كانون الثاني/ يناير عام 1997 وقعت منظمة التحرير مع دولة الاحتلال اتفاق الخليل، أو ما يعرف باسم "بروتكول الخليل" الذي يقضي بتقسيم المدينة إلى قسمين:

منطقة “H1” وتشكل مساحتها 80% من مساحة المدينة الإجمالية؛ وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية.

ومنطقة “H2” وتشكل مساحتها 20% من مساحة المدينة، وتتركز في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل؛ وتخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، على أن تتحمل بلدية الخليل مسؤولية الأمور الخدماتية التي تقدم للسكان في هذه المنطقة.

وحول مستقبل الحرم الإبراهيمي، ذكر حنتش أن سلطات الاحتلال أعلنت الحرم "جزءًا من التراث اليهودي"، وباتت الاقتحامات اليهودية للمسجد يومية.

وعد مشروع إقامة مصعد داخل الحرم سيعزز من السيطرة الإسرائيلية على الإبراهيمي، ومن ثم منع المصلين من الدخول إليه، كما فعلت بمنع الأذان، وربما تخطط تدريجيا لمنع المصلين من الصلاة.