قتل المقاومين أمر معروف.القتل هو نتاج طبيعي للقتال والصراع، ولكن التمثيل بالجثث ليس نتاج عمليات القتال الشريف القانوني، بل هو نتاج أنفس مريضة، مسكونة بعقد لا يفك غموضها إلا الدم والأشلاء.لقد نهت الديانات عن التمثيل بالقتلى، وجعلته جريمة مضافة لجريمة القتل.بالأمس ارتكب الاحتلال جريمتين: الأولى قتل الفتى بخان يونس، والثانية وهي الأخطر التي استفزت الشعب، تمثيله بجثته بسحله بجرافة عسكرية أمام الكاميرا والمشاهدين؟!
التمثيل بالجثة أغضب المجاهدين فأطلقوا الصواريخ على مواقع غلاف غزة تعبيرًا عن الغضب، وانتقامًا من الذين يقفون خلف هذا العمل الخسيس؟!
دولة العدو التي تعيش حالة اغترار بقوتها، تمادت في جريمتها، فبدلًا من أن تقدم اعتذارًا عن التمثيل، تمادت في قصف غزة، وخرج جنرالاتها يهددون غزة بعملية عسكرية واسعة النطاق، والدخول إلى مواقع داخل غزة.
الذي يبعث على الأسف والغثيان، أن العالم المتحضر شاهد عملية السحل والتمثيل، ولم يستنكر الجريمة، ومرَّ إعلامه على صورها المؤذية لمشاعر الأحرار، دون أن يقدم أدنى إدانة للمجرمين، أو أدنى مواساة لذوي الضحية؟! هذه المواقف القائمة على التمييز العنصري هي التي تبعث على الإرهاب، وعمليات التفجير الانتقامية؟!
العالم الغربي يصنع الجريمة التي تقوم بها دولة الاحتلال من خلال هذه المواقف المنحازة، التي تميز بين الأعراق والأجناس. من المعلوم أنه لو كانت جريمة القتل والتمثل قد وقعت من الفلسطيني ضد الإسرائيلي لاستنكرت ذلك كل دول أوربا وأميركا وأستراليا وكندا، وغيرهم.
لماذا لم تترك جرافة الاحتلال الشهيد بإذن الله بعد قتله؟! لماذا أصرت على سحله وتعليقه أمام الكاميرا، وكان بإمكانها المغادرة والابتعاد، وعندها قد تتحمل غزة القتل؟! أما وأن العدو قد تجاوز الحد والعرف، فكان من حق غزة أن تعبر عن غضبها برشقات صاروخية مؤلمة.
لماذا يلوم العدو غزة، لماذا لا يلوم نفسه؟! لماذا لم يعتذر عن عملية السحل والتمثيل؟! لماذا لا يقول ملادينوف لنتنياهو إنكم أخطأتم في التمثيل، وعليكم تحمل مسؤولية ما يحدث؟! لماذا يتجهون إلى الضحية، يلومونها ويطلبون منها التوقف عن غضبها؟! غزة بإذن الله تنتصر على عدوها، لأنها حرة ولا تقبل التمثيل بجثث مجاهديها البتة. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون؟!