فلسطين أون لاين

أفراحنا بلا بذخٍ

أيّ من طقوس الزواج تتمنى أن تختفي باعتبارها بلا فائدة؟ سؤال وجهته لأصدقائي في موقع فيسبوك، فتفاعلوا على نحوٍ جميلٍ.

تتكاثر طقوس الأفراح بشكلٍ مستمرٍ، الأمر الذي أوجد "جيشاً من العازفين" عن الزواج " ليس زهداً أو كرهاً"، بل بسبب القلة.

لكن ثمة سؤال: من يخلق طقوس الأفراح؟ رأيي الشخصي ( نساء وتجار).

لا تندهشي عزيزتي حواء، فهذه الأدلة:

ما أن تصل الفتاة سن البلوغ حتى تبدأ بالتفكير بطقوس يوم الفرح، فترغب بأن يكون فرحها (محصلش)، وما أن يأتي "فارس الأحلام" ، حتى تفصح عن شروطها، وكأنه يملك "مصباح علاء الدين"، وتتوقع منه أن يقول لها "شبيك لبيك"، وتحت شعار مميز بالإرهاق " فرحة العمر" تتضخم الأماني، فتضع فارسها الهمام في زاوية الاختبار، وعليه التنفيذ كعربون محبة ، ولأن الفتاة مدعومة برؤية أمها وأخواتها تنظر للفرح على أنه ساحة منافسة بين محيطها النسائي، فتقدم لفارسها لائحة المطالب، فتطلب الذهاب لأفخم كوافير في البلد ومعها وفد رفيع المستوى ممن تحبهن، وبدلة فرح من أرقى الأماكن والتي يزيد ثمن تأجيرها عن ٢٠٠ دولار، وصالة مميزة وموكب سيارات فخم ، وهنا يقع الفارس الهمام في الفخ، إما التنفيذ أو يتهم بالإرهاب.

التجار:

للتجار دور في تسويق بضاعتهم فهم يمارسون من حيث لا يعلم كثير منهم " سيكولوجية البيع والتسويق " بحيث يُظهر التاجر للزبون بأن منتجه مرغوب، وان المنتج غير الموجود عنده هو مفقود من السوق، ويصر على أن " كل الناس تأخذ من هذا الصنف "طبعا الموجود عنده" ، فتقتنع الفتاة وأهلها .

كما يعزف التجار على وتر أن المرأة ترغب بأن تكون مميزة، وأن تميزها يبدأ باقتناعها بأن الغالي " سعره فيه"، لذا تراهم يرفعون الاسعار كي تشعر العروس بأن ما اشترته فخم، "لتباهي به الأمم، وادفع يا "سبع البرمبة".

يبدع التجار في خلق طقوس الفرح الخاصة بالعريس مثل الحفلة والفدعوس والصيوان المصري والذي يجتهد التجار في تزيينه، ومع الوقت تصبح هذه المستحدثات من الضرورات.

وبالعودة إلى ما عدّه القراء بلا فائدة وممكن الاستغناء عنه من طقوس الأفراح:

  • إلغاء صالة الإشهار والحنة والاكتفاء بصالة الفرح، وإلغاء السهرة والغذاء والصباحية والأسبوع.
  • أن يكون يوم الفرح يوماً واحداً، وبأعدادٍ قليلةٍ تقتصر على أهل الزوج والزوجة وبعض الأقارب والجيران.
  • إلغاء فكرة أن العروسة ليست أقل من بنت عمها أو قريباتها.
  • إلغاء عفش البيت وحفلات الشوارع وعزومة النساء على الغذاء.

أما عن رأيي الشخصي، أقترح:

الاكتفاء بصالة فرح غير مكلفة، وغذاء بما تيسر، وسهرة شبابية خفيفة، وحنة خفيفة للعروس، باختصار "نتمنى أن تصبح أفراحنا بلا بذخ".

أختم بنصيحة: عزيزي الزوج:

أدركُ أنها فرحة العمر، لكن لو لم تسمح ظروفك بذلك، فلا تنزعج، وتذكر "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" وإياك الاستدانة من أجل الكماليات، كي لا تضطر بعد الفرح لتغيير خط سيرك ورقم جوالك، وتصبح مطلوبا للديون، وأنت أيتها الزوجة أعيني زوجك على ذلك، وأنت الكسبانة كي تحافظي على مجوهراتك.