فلسطين أون لاين

لا تؤذي طفلك بطعام زائد عن حاجته

...
ThinkstockPhotos-518436682-1091x520-c.jpg
غزة- هدى الدلو:

كثيرًا ما يتولد نوع من الصراع بين الأم وطفلها لإجباره على إكمال وجبته الغذائية التي زادت عن طاقته، فتطارده من مكان إلى آخر للضغط عليه أو تغريه بحلوى، فما الأثر الذي نجنيه من إجبار الطفل على تناول الطعام الزائد عن حاجته؟

والأصل أن تعي الأم الفوائد الصحية لأبنائها –والكلام هنا للاختصاصي النفسي زهير ملاخة- وتتجنب كل الأساليب والطرق والتوجيهات والسلوكيات الخطأ التي تلحق الضرر بهم، وتجعل بعضهم يتطبع بأطباع سيئة، كالأكل الكثير، أو استخدام حيل لتجنب أسلوب الأم القائم على إجبارهم على تناول كل ما يخصص لهم تجنبًا لإتلافه وغير ذلك.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين" ينصح ملاخة الأمهات بالعمل على تحقيق الرضا والفائدة عند إعداد الطعام، بحيث يشعر الطفل بالسعادة ولذة المذاق بتناوله طعامه، والتوجيه والتحضير الجيد بحيث يخصص للأبناء وجبات تلائم سنهم وتكون ذات فوائد صحية.

ويبين أنه يجب عدم إلزام الطفل بتناول كل ما يخصص له، والاكتفاء بمجرد شعوره بالشبع، خاصة أن التوجيه النبوي حاضر، ليحقق السلامة الصحية إذ إن زيادة الأكل تلحق ضررًا صحيًّا بالإنسان.

ويتابع ملاخة: "لابد دومًا من تحقيق حالة التوجيه والإرشاد بتنظيم الأكل، وتوزيع أوقاته دون إفراط أو حرمان، إضافة إلى التعليم والإرشاد بأن الإنسان دومًا يجب أن يكون في حالة نشاط وراحة، فثلث لطعامه وثلث لمائه وثلث لهوائه، إذ يبقى الطفل رشيقًا سعيدًا يشعر بالمتعة والراحة دون شكوى أو تهرب أو إلحاق ضرر".

ويلفت إلى أن عامل الحميمية والدفء والحب الأسري في تناول اللقمة له أثره البيولوجي والنفسي الإيجابي الذي يشعر ويتأثر به الطفل في أثناء تناول الطعام مع عائلته، فيجد كلمات الثناء ولقمة الحب من يد أمه وأبيه دون كلمات النهر والصراخ أو العادات السيئة من الأكل بزيادة قد ينفر منها الطفل ويتهرب بأساليب يستحضرها كالشكوى أو البكاء، أو استجابته التي قد تجعله ذا أطباع أو صفات غير مرضية، فكثير من الأطفال أصيبوا بالسمنة أو اتساع المعدة أو مرض بسبب تلك العادات الخطأ.

ويختم ملاخة: "يجب الالتزام بتخصيص الطعام وتحضيره مسبقًا دون زيادة، والتعامل مع ما يزيد من الطعام بطريقة صحيحة، كوضعه ورفعه بعلب مغلقة في الثلاجة لحفظه وتناوله في وقت آخر، وبذلك نحقق الرضا والفائدة، وما هو بمصلحة الأبناء صحيًّا ونفسيًّا وقيميًّا".