فلسطين أون لاين

تنطلق قريبًا.. مبادرة "صلاة الضحى" في مواجهة اقتحامات المستوطنين

...
صورة أرشيفية
 القدس المحتلة- غزة/ يحيى اليعقوبي:

تدق أرقام اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى ناقوس الخطر، مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض التقسيم الزماني كأمر اعتيادي، ما دفع الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وشخصيات ومرابطين إلى إطلاق حملة "صلاة الضحى".

ورجح القائمون على الحملة بدء تنفيذها مطلع الأسبوع المقبل وعلى مدار أيام الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت اللذين لا تنشط خلالهما اقتحامات المستوطنين.

وكشف الباحث في شؤون القدس د. جمال عمرو عن تفاصيل المبادرة التي تحمل اسم "صلاة الضحى"، تحت شعار "صل الضحى تحم مسرى نبيك"، مؤكدا أن هناك قرارًا صدر عن الهيئة الإسلامية العليا بالقدس بالموافقة على الحملة.

وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": "الحملة جاءت بعد تفكير عميق في كل الاتجاهات، بشأن كيفية دخول المسلمين في حالة مواجهة ومناكفة مع المستوطنين والظهور بحجم بشري كبير، والتواجد بالآلاف كبقية الصلوات مع إحياء هذه السنة بشكل جماعي".

وخلال عام 2019، تصاعدت محاولات المستوطنين لأداء صلوات تلمودية وتغيير الأمر الواقع في توقيت الاقتحامات.

ناقوس خطر !

ووفقا لمعطيات وزارة الأوقاف؛ فقد اقتحم (30) ألف مستوطن الأقصى خلال عام 2019م، بزيادة مئتي مستوطن عن العام 2018، وأكثر من أربعة آلاف مستوطن عن العام 2017، في حين لم يتجاوز عدد المقتحمين للمسجد عام 2012 ربع هذا الرقم بواقع (6230) مستوطنًا.

وأضاف عمرو: عند حضور آلاف المصلين سيكون بوسعهم صد المستوطنين من خلال التواجد والحشد الكبير، وهذه الفئة من الناس متوفرة وهم كبار السن والنساء فضلا أن هناك دعوة ستوجه للمدارس لمشاركة الطلبة في نفس فترة الضحى.

ورجح عمرو أن يتم البدء في تنفيذ المبادرة مطلع الأسبوع المقبل، حيث سيتم تعميم منشورات وملصقات وأساليب دعم معنوية وخطب دينية لحث المقدسيين على الاحتشاد والصلاة الجماعية.

ولفت إلى أن المبادرة تأتي في وقت طور الاحتلال فيه من عملية اقتحاماته للمسجد الأقصى بفرض التقسيم الزماني، محاولا  "ترويض" عقل الأوقاف الإسلامية والفلسطينيين بالتدريج، إلى أن استقر الأمر بقرار قضائي إسرائيلي حدد أوقات الاقتحام في فترتي الصباح والظهيرة.

وأشار عمرو إلى أن مبادرة "صلاة الضحى" تجعل المقدسيين يتواجدون في الفترة ما بين الساعة 8-11 صباحا أي خلال فترة اقتحامات المستوطنين، ومواجهتهم بالتهليل والتكبير، بالتالي دعم المرابطين بشكل أكبر، خاصة مع تصاعد إجراءات الاحتلال على المرابطين وتحجيم دور الأوقاف وعدم السماح لموظفي الأوقاف بالتصوير والاقتراب من المقتحمين، فضلا عن الضرب والاعتقال والإبعاد لمدة تصل إلى ستة أشهر.

ويعتقد أن للمبادرة أهمية كبيرة في التصدي للاقتحامات ودعم المرابطين، الذين صدر بحقهم (200) أمر إبعاد غالبيتهم من سكان القدس.

تبديد المخططات

من جانبه، شدد مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني على وجوب التواجد في المسجد الأقصى في كل وقت وحين، في ظل الهجمة الشرسة على الأقصى، لإعطاء رسالة للاحتلال بأن المسجد ملك للمسلمين وحدهم ولا يقبل الشراكة.

وقال الكسواني لصحيفة "فلسطين" تعليقا على المبادرة: "التواجد بصلاة الضحى يبدد المخططات التي تستهدف المسجد الأقصى والراعية للاقتحامات".

وتبدأ الاقتحامات في التوقيت الشتوي خلال الفترة الصباحية من الساعة السابعة حتى العاشرة والنصف صباحا، وفي التوقيت الشتوي من السابعة والنصف وتنتهي عند الحادية عشرة صباحا.

أما الاقتحامات في فترة ما بعد صلاة الظهر، فتبدأ في التوقيت الشتوي من الثانية عشرة والنصف حتى الواحدة والنصف ظهرا، أما في التوقيت الصيفي تبدأ من الواحدة والنصف حتى الثانية والنصف ظهرا. وفق الكسواني.

ويعتقد مدير الأقصى أن الاحتلال يحاول من خلال الاقتحامات جعلها منظرا معتادا بقوة السلاح، هدفها فرض واقع جديد على المسجد الأقصى من تقسيم زماني ومكاني.

ويقتحم المستوطنون منذ عام 2003 المسجد الأقصى يوميا، عدا يومي الجمعة والسبت، عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، بحراسة قوات الاحتلال التي تسيطر على مفاتيح باب المغاربة منذ احتلالها القدس عام 1967.