فلسطين أون لاين

أداء السلطة الأمني والسياسي.. تذمّر شعبي من الفلتان وانسداد الأفق!

...
عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة (أرشيف)
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد محلّلان سياسيان وجود تذمر عام من أداء السلطة بالضفة الغربية المحتلة، في ظل حالة الفلتان الأمني وانسداد الأفق السياسي والاقتصادي، مشيريْن إلى أنها تحاول فرض قبضتها الحديدية على المواطنين هناك بينما تسهل الحياة للإسرائيليين والمستوطنين.

وتوفي الفتى صلاح زكارنة (17 عاما)، أمس، متأثرًا بجروحه التي أصيب بها الليلة قبل الماضية، برصاص أمن السلطة أثناء اعتدائها على احتفال أسير محرر من العائلة ذاتها.

المحلل السياسي صلاح حميدة، قال: إن مظاهر الفلتان الأمني بالضفة الغربية متوقعة بسبب وصول السلطة واتفاق أوسلو لطريق مسدود بشكل نهائي، وإصرارها رغم ذلك على هذا الطريق الذي لن يؤدي إلى أي مكان.

وأضاف حميدة لصحيفة "فلسطين"، أن وصول الشارع إلى حالة فقدان البوصلة والغموض بخصوص ما سيجري في اليوم التالي، يشعره بحالة من عدم اليقين والاضطراب.

ولفت إلى أن الشارع الفلسطيني يعاني من جمود الوضع الاقتصادي والقلق على مستقبل السلطة والوضع الداخلي، حيث لا يوجد أي حراك سياسي أو مصالحة، ما يجعله يتجه إلى الحل العشائري والعائلي، معتبراً أن هذه الحالة امتداد لما يجري في كثير من مناطق الضفة، ومقدمة لحالات أخرى من الفلتان الأمني في مراكز المدن.

وأشار إلى أن قيام بعض عناصر أمن السلطة بإطلاق النار على المواطنين يعكس عدم قدرتهم على ضبط الحالة العامة للشارع بالضفة، فيما تجيد التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي الذي أكدت قيادات السلطة في خطاباتها مراراً بأنه دور وظيفي لها وفق اتفاقية أوسلو.

وشدد على أن المفترض على السلطة، قبل تدهور الأوضاع الداخلية، اللجوء لتحسين العلاقات الداخلية الفلسطينية، من خلال حوار وطني شامل؛ لتفادي أي تأثيرات سلبية لتلك الأوضاع على الشارع والقضية الفلسطينية.

وأضاف أن السلطة ليس لها سيطرة إلا على مراكز المدن، التي يبدو أن الفلتان الأمني وصلها كما حدث مؤخراً في بلاطة وقباطية، بينما هناك مناطق على أطراف المدن لا يوجد فيها أي سيطرة حقيقية، وتشهد كل أنواع الفلتان الأمني خاصة المناطق المحيطة بالقدس المحتلة.

وتابع أن عدم ثقة الناس بالمسار السياسي الحالي جعلتهم يتوجهون للاعتماد على الذات والعائلة والمناطقية، الأمر الذي له تبعات خطيرة جدا على الواقع الاجتماعي والأمني والسياسي.

الضفة مستباحة

وبين المحلل السياسي ساري عرابي، أن المواطنين بالضفة الغربية يخضعون لسلطة الاحتلال بالدرجة الأولى، فالضفة مستباحة أمنيا من قبل الاحتلال الذي يفرض هيمنته وسيطرته عليها، ويخوض يوميا المداهمات والاعتقالات.

وأضاف عرابي لـ"فلسطين"، أن السلطة الثانية تمارس ممارساتها الأمنية الاعتيادية، لكن هناك حساسية متعلقة بأدوارها، حيث تحاول التصرف كدولة كاملة السيادة تجاه الفلسطينيين.

وأشار إلى أنه في خضم ذلك فإن ثقة المواطنين بالسلطة متضعضعة نتيجة الأزمة السياسية بسبب "صفقة ترامب" التصفوية، ما يجعل إمكانية الاحتكاك والصدام بينها وبينهم عالية، في ظل ملاحظاتهم السياسية والاقتصادية عليها.

وقال: إن السلطة مهددة بفقدان وجودها السياسي في ظل انتهاكات الاحتلال لسيادتها وتغول الاستيطان وانعدام إمكانية إقامة دولة فلسطينية، ما يجعلها تخسر شعبيتها تدريجياً.

ولفت إلى أن المواطن يشعر بالقهر من ازدواجية عمل السلطة والاحتلال بالضفة، وسوء الوضع الاقتصادي والسياسي، ما يخلق فجوة بينه وبين السلطة التي يراها ملتزمة بالاتفاقيات مع الاحتلال وضمان أمنه لضمان استمرارها، بينما هي تحاول إخضاع المواطن دون أن تقدم له تحسن على المستوييْن الاقتصادي والسياسي.