عدَّ عضوان في حركة مقاطعة (إسرائيل) أن اللقاءات التطبيعية التي نظمها مسؤولون في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير مؤخرًا مع إسرائيليين طعنة في ظهر شعبنا في ظل رفضه "صفقة ترامب" الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين أنها تنسف الجهود الفلسطينية العاملة على حشد موقف عربي ودولي لرفض تلك الصفقة.
وكانت لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي الفلسطينية استضافت، أول من أمس، مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الإسرائيلية، في حين التقى قاضي القضاة في السلطة محمود الهباش بمجموعة من الصحفيين الإسرائيليين في رام الله.
رئيس حملة المقاطعة -فلسطين باسم نعيم وصف سلوكيات التطبيع من قيادات فلسطينية في خضم الإعلان عن "صفقة ترامب" بأنها خطيرة جدًا وصادمة في الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لأخطر مشروع يمكن أن يمر على شعبنا منذ عقود.
وقال: "رغم ذلك يستمر هؤلاء المطبعون في بيع الوهم وتسويق السراب وتوقع إحداث أي اختراق في المجتمع الإسرائيلي الأمر الذي فشل على مدار عقود من المحاولات".
وأضاف: "ذلك يضر بالموقف الفلسطيني الرافض بشدة للاتصالات التطبيعية العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، فلا يعقل أن نطلب من الآخرين قطع الاتصالات مع الاحتلال فيما نحن نطبع معهم، فلن يكونوا ملكيين أكثر من الملك".
وأشار نعيم إلى أن السيئ في الأمر أنه في الوقت الذي تعرف فيه تلك القيادات خطورة التطبيع ويدّعون أنهم ضد "صفقة ترامب" يلتقون بشكل مكثف ومتسارع ومعلن بشكل فج مع الاحتلال في سلوك متناقض.
وشدد على عدم وجود أي مبرر لسلوك السلطة التطبيعي "بادعاء أنه محاولة لاختراق المجتمع الإسرائيلي، فهم منذ عقود يحاولون لكن هذا المجتمع يتجه يومًا بعد يوم نحو التطرف والعنصرية، حتى اليسار منه يتطابق شيئًا فشيئًا مع اليمين فيما يخص القضية الفلسطينية".
وبين نعيم أن تلك التجربة تكررت وأثبتت فشلها مرات ومرات لكن تكرارها بطريقة فجة في هذا الوقت العصيب على القضية الفلسطينية، يجعلنا غير قادرين على مطالبة القيادات العربية بالتوقف عن التطبيع.
وقال: "كيف لنا أن نطالبهم بذلك ونحن نرى قاضي القضاة يجتمع بمتدينين إسرائيليين، ومن قبله وزراء فلسطينيون سابقون يجتمعون بنظراء إسرائيليين مارسوا القتل ضد أبناء شعبنا، فهي خطوة خطيرة تشكل طعنة لكل الجهود لمواجهة التطبيع"، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعطي انطباعًا بأن الشعب الفلسطيني منقسم حول "صفقة ترامب" ويضعف محاولاتنا للضغط عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا لاتخاذ خطوات بمواجهتها.
طعنة لشعبنا
في حين عدَّ منسق الحملة الشعبية لمقاطعة (إسرائيل) خالد منصور، ما جرى طعنة في ظهر المقاومين الفلسطينيين والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وقال: "ما جرى يتناقض كليًّا مع ما جاء في خطاب عباس الأخير وقرارات المجلسيْن المركزي والوطني بالانفكاك عن الاحتلال ومع جهود السلطة لإبطال صفقة ترامب".
وأضاف: "مَنْ يريد إبطال الصفقة لا يلتقي بالإسرائيليين بل يبطلها بالنضال والكفاح والمقاومة والتأكيد للاحتلال أن المؤامرات لن تثنينا عن مواصلة دربنا نحو التحرر".
وأشار منصور إلى أن اللقاءات التطبيعية الأخيرة تأتي في سياق مرير وطويل من التطبيع، قائلًا: "طالما توجهنا للرئيس عباس واللجنة التنفيذية للمنظمة لحل اللجنة لأن المطبعين يضعونها شماعة لأفعالهم وعندما نطالبهم بإنهاء التطبيع يقولون "لا تنتقدونا شوفوا اللجنة".
وناشد كوادر "فتح" للتحرك لحل اللجنة لأنهم الخاسرون منها لكونها محسوبة عليهم، قائلًا: "عليكم وضع حد لهذه التصرفات والمهزلة التي تقوم بها رموز وقيادات معروفة".
وقال: "تفاجأنا بأن قاضي القضاة الهباش الذي اعتبر قبل شهر أن مَنْ يلتقي مع الإسرائيليين خائن وعميل يلتقي بمجموعة من المستوطنين بحجة توضيح الموقف الفلسطيني لهم"، مشيرًا إلى أن الموقف الفلسطيني واضح وضوح الشمس لكل القوى في (إسرائيل) وهو أنه ضد الصفقة تمامًا.
وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي بكليته يتجه ناحية اليمين وكله يتسابق على الأضرار بشعبنا، ما يجعل أي مبررات للقاء بهم واهية وغير صحيحة.
وقال: "إذا كان فعلًا فيهم مناصرون لشعبنا فلماذا لا يعترف أي منهم بحق العودة؟ ولماذا لا يتظاهرون في تل أبيب وأمام بيت نتنياهو لمطالبته بوقف الأبارتهايد"، لافتًا إلى أنهم "يستغلون اللقاءات التطبيعية لتضليل الرأي العام (...) ويفتح المجال أمام العرب للتطبيع كما حدث مع السودان".
وعن مشاركة أشخاص ذوي انتماءات يسارية في تلك اللقاءات التطبيعية، قال منصور: "تلك اللقاءات مرفوضة أيًا كانت الخلفية التنظيمية لمن يقوم بها سواء كان يساريًّا أو فتحاويًّا أو إسلاميًّا أو رجل دين كـ"الهباش" فكل مَنْ يقوم بها منبوذ ومرفوض وطنيًّا، والفصائل اليسارية مبادئها تقوم على رفض التطبيع وهي تؤكد موقفها المبدئي ذلك دائمًا".