فلسطين أون لاين

صفحات الاحتلال في مواقع التواصل.. مصايد للمتفاعلين معها

...
غزة/ جمال غيث:

يصاحب ثورة المعلومات التي اجتاحت العالم بفضل التطور التكنولوجي، بات جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي "الموساد" يعتقد أن مهمته في تجنيد العملاء أكثر سهولة، لكونه يمكن أن يحصل على معلومات بمجرد فتح مواقع التواصل الاجتماعي تمهيدًا لاختيار من سيوقعه في شباكه.

وفشل جهاز "الموساد" خلال السنوات الماضية في عمليات تجنيد وإسقاط الفلسطينيين وتجديد بنك معلوماته وأهدافه، فلجأ إلى استحداث طرق الجاسوسية التي تواكب التطور التكنولوجي الذي وصل إلى كل بيت، بإنشاء صفحات تجمل صورته وتتعرف إلى آراء الفلسطينيين ووجهات نظرهم لغرض الإيقاع بهم في شباكها؛ وفق رأي خبراء.

فنقرة زر لتسجيل "متابعة" أو "إعجاب" على صفحات مخابرات الاحتلال: (المنسق، والناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي درعي) تضع المستخدِم في قائمة المرشحين للتجنيد لديها.

ويؤكد الخبير الأمني عبد الله العقاد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى في استخدم التكنولوجيا وتوظيفها في عمليات الإسقاط في وحل التخابر، بعد تعذرها في قطاع غزة، بفضل تنامي الوعي الوطني والديني والأمني لدى الغزيين.

ويقول العقاد لصحيفة "فلسطين": "إن مخابرات الاحتلال تتبع سياسة التواصل المباشر مع الجمهور الفلسطيني عبر صفحات يديرها ضباط المخابرات في مواقع التواصل الاجتماعي، كصفحتي المنسق، وأفيخاي".

ويضيف: "إن مواقع التواصل الاجتماعي ساحة نشطة لعمل جهاز مخابرات الاحتلال في السعي خلف تجنيد المواطنين، بإيهامهم بأنها المخلص لهم ومن يساعدهم في إيجاد حلول لمشكلاتهم، ومحاولة خلق جسور من التواصل معهم وصولًا لمآربها وإسقاطهم في وحل العمالة".

ويذكر العقاد أن الاحتلال يستغل التفاعل المحموم لفئات المجتمع على وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، وتويتر، وواتس أب" لفرض أساليب التضليل، واستغلال حاجة المواطنين للسفر والعلاج والعمل وغيرها، واتخاذها مدخلًا للتواصل مع الضحية "المواطن" لجمع معلومات يريدها.

ويشير إلى أنه في حال أراد المواطن الانسحاب وعدم الحديث مع جهاز المخابرات يمارس عليه أساليب الترهيب، والابتزاز بالمعلومات التي قدمها ومفاجأته بها وبتأثيرها حتى إسقاطه في وحل العمالة.

ويبين أنه في حال دخول المستخدم إلى صفحات مخابرات الاحتلال وتسجيل "متابعة" لها أو "إعجاب" بها، سيكون قد وضع نفسه في قائمة المرشحين للتجنيد لدى المخابرات.

ويحث العقاد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على عدم الدخول إلى صفحتي "المنسق"، و"أفيخاي"، أو تسجيل "متابعة" لها أو "إعجاب" بها، والتوجه إلى الجهات المختصة في حال ابتزاز الاحتلال لهم أو تورطهم معه، داعيًا لاستمرار حملات التوعية على مدار العام للوصول إلى كل قطاعات الشعب الفلسطيني، وتوعيتهم مخاطر صفحات الاحتلال.

"برنامج متكامل"

من ناحيته يؤكد الخبير الأمني هشام المغاري أن الاحتلال يعد ملفًا لكل شخص يسجل "متابعة" لصفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو "إعجاب" بها، ويجمع المعلومات والبيانات عنهم، ويدرس نقاط ضعفهم وكيفية الوصول إليهم.

 ويقول المغاري لصحيفة "فلسطين": "إن مخابرات الاحتلال تستخدم جميع الطرق لإسقاط بعض متابعي تلك الصفحات بعد التعرف إلى توجهاتهم، وتعمل على ابتزازهم بمختلف الطرق والوسائل: الاتصال بهم عبر الجوال، أو طلب الصداقة بأسماء مستعارة عبر مواقع التواصل، وإقامة علاقات معهم ثم ابتزازهم".

ويضيف الخبير الأمني: "إن الاحتلال يسقط الضحايا من مواقع وصفحات مستعارة لا من صفحاته الرئيسة، التي يبقيها مصيدة لروادها، ولإبقاء دورها في التعرف إلى ردود فعل الناس وتوجهاتهم".

ويؤكد أن مخابرات الاحتلال تستخدم تلك المواقع والصفحات لأهداف متعددة، منها جمع المعلومات عن أكبر عدد ممكن من الناس، بالمحادثات، أو الأسئلة المباشرة، أو إجراء حوار والإجابة عنها.

ويشير إلى أن مخابرات الاحتلال تعمل على إعادة صياغة عقول الناس وبث أفكار معينة لهم، محاولةً إنشاء فكر وتيار سياسي منحرف لخلق حالة رأي تتبنى وتدعم التنسيق الأمني، وتسوغه.

ويدعو المغاري لوضع برنامج متكامل يضم كل أبناء الشعب الفلسطيني بمؤسساته وفصائله وقواه الحية لتوعية المواطنين مخاطر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، والدخول إلى صفحات الاحتلال والتعليق على منشوراتها، وتسجيل الإعجاب بها.

وحذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني أخيرًا من الأساليب التي يتبعها مكتب المنسق في جيش الاحتلال الإسرائيلي للتواصل مع المواطنين، وكان آخرها تخصيص رقم هاتف للتواصل المباشر، مؤكدة أن مكتب المنسق هو جزء من المنظومة الأمنية للاحتلال، وهو بوابة مباشرة لابتزاز المواطنين وإسقاطهم في وحل التخابر.

وقالت الداخلية في بيان لها: "إن التواصل مع المنسق بأي طريقة وتحت أي مسوغ مخالفٌ للقانون، ويعرض صاحبه والمجتمع للخطر"، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تتابع ذلك، وتتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أبناء شعبها. 

وشهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لصفحات تديرها مخابرات الاحتلال في مواقع التواصل الاجتماعي.

إضافة إلى ذلك كشفت التحقيقات أن عددًا من عملاء مخابرات الاحتلال أسقطوا من طريق مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تواصل مخابرات الاحتلال معهم.

ودعا موقع "المجد الأمني" في وقت سابق للحذر من التعاطي أو التفاعل مع الصفحات التي يديرها ضباط مخابرات الاحتلال، مشددًا على ضرورة عدم الإعجاب بها أو متابعتها، حاثًّا على إبلاغ الجهات المختصة في حال حصل مع الشخص أي تواصل من مخابرات الاحتلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها من الوسائل.