فلسطين أون لاين

ما الذي أضافته الصفقة لغزة والضفة؟

كل الأحداث التاريخية والمفصلية الخاصة بالفلسطينيين، كصفقة القرن لا تعترف باللون الحزبي, والذي بات يطغى مؤخرا على كل جوانب حياتنا، فالوطن يظلل الجميع مهما تنكر له البعض، وهو اكبر من الجميع، وستحاول امريكا فرض رؤيتها على الضفة وغزة بالقوة المباشرة،  او بتحشيد قوى على غزة، حيث ما زالت شوكة في حلق الاحتلال وامريكا بسبب سلاحها ومقاومتها، وليس بطول مفاوضاتها.

في علاقة الفلسطيني والذي يئن تحت أشرس احتلال، لا مجال للعواطف في علاقته مع محتليه، بل التفكير السليم والمنطق العلمي بعيدا عن الارتجالية واستقاء العبر من خبرات وتجارب الشعوب التي وقعت سابقا تحت احتلال وتحررت منه.

لا  مناص من وحدة الصف الفلسطيني، علنا نصل إلى كلمة سواء، توصل لفهم صحيح في كيفية التعامل الداخلي الفلسطيني بين القوى جميعا، وفي كيفية التعامل مع الاحتلال بعد الاعلان عن صفقة القرن، فحال الضفة منهك ومستنزف بعد الاعلان عن الصفقة، وحال غزة وان كانت تراكم قوتها وهذا يسجل لها الا انها ما زالت لا تقدر على اجبار الاحتلال على فك حصاره وخنقه لها بسبب سلاحها وعدم خضوعها، وهو ما قد يحتاج وقتا اكثر.

التفكير السليم يقول اننا فاقدون للأرض، فاقدون للحرية, ليست لدينا دولة, علمنا تغطيه الأعلام الجزئية, حدودنا وهمية, وإن وجدت فهي للآخرين غير مرئية, منقسمون على انفسنا في اي طريق او اي اسلوب يجب ان نتبعه للتخلص من الاحتلال، مع انه معروف وواضح جدا وجربته الشعوب السابقة ونجح.

اتفاق الكل الفلسطيني على عدم التنازل والتفريط، مؤشر على اننا لم نفقد الإحساس بعد بقضيتنا التي تاهت في دهاليز القرارات الأممية التي هي اصلا وجدت من اجل الضحك على الشعوب.

حالة الحزن على فقدان الوطن، وتوحيد الجهود وعدم تشتيتها كما جرى طيلة 25 عاما من المفاوضات، يهتم بها كل مخلص وطني شريف، وليس كل من ينشر السيئ من القول والفعل، ويتساوق مع الاحتلال بذلك، فالأصل ما دمنا تحت احتلال ان نتوحد ضد الاحتلال عبر طي صفحة الانقسام، ونشر الكلام الطيب للوصول لحالة من الوحدة ولو بالحد الادنى، فبعد الاعلام عن الصفقة لم يعد هناك شيء مخفي او غير مدرك.

بث القيم الايجابية وروح محبة الوطن، تجعل ذاكرة الناس حية, ويورث الأجيال التي تتعاقب, اصرارا على تحرير وطنهم، وبث الاحباط وما باليد حيلة، يعطل الطاقات الخلاقة لدى الشعب الفلسطيني.

تواصل عمل المقاومة وتطويرها وعدم الاكتفاء بما ثبت فشله سابقا، ورفض المشاريع التصفوية يعتبر فرصا سانحة لتذكير الجاثمين على صدورنا أن بداية دولتهم لم تكن نهايتنا, فنحن لا نزال نتذكر, ونتطلع لليوم الذي تصل فيه دولتهم للنهاية، ويبدو انه بات اقرب مما يتصور البعض بسبب اقتراب نهاية دولة الاحتلال ومؤشر انتخابات ثالثة من تفكك الوضع الداخلي للاحتلال، وهو سبب لانهيار جبهتهم الداخلية وبات الامر مسألة وقت.

هناك اوراق ضاغطة على الشعب الفلسطيني وقواه الحية مثل: الانقسام, وبناء الجدار وأعمال الاستيطان, واستمرار اعتقال الاف الفلسطينيين، وتهويد القدس، ولكل ملف يمكن ان ندخل من خلال نقاط محددة للتخفيف من اثارة او حتى انهائه ان حسنت النوايا، وهذا ليس بالأمر العسير وليس بحاجة لطول تفكير.

التفكير السليم والحكمة،  يقتضيان البعد عن المناكفات والتحشيد الحزبي، والحفاظ على مقدرات الشعب وانجازات مقاومته وعدم هدرها، وتبخيس اي طرف لبضاعة الاخر لا يجوز، فكل طرف يملك قوة مضاعفة مضاعفة في حالة الوحدة وطي الانقسام.

ما تفهمه أمريكا ومعها الاحتلال جيدا، هي لغة القوة التي أجبرت كل طغاة العالم وكل احتلال أن يتراجع عن ظلمه عبر التاريخ، وهذا يتطلب فلسطينيا وحدة ومصالحة، وتخطيطا جيدا للمستقبل عبر برنامج مقاوم وطني موحد وليس برامج مشتتة سبق وفشلت ولم تمنع مستوطنا واحدا ان يستوطن الضفة، او تمنع بناء شقة استيطانية واحدة، فهل نحن فاعلون!؟