أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عبد الله الأشعل، أن الواقع السياسي الفلسطينية والعربي شجعا على إعلان عن "صفقة القرن".
ورأى أن عناصر "صفقة القرن" تُطبق على الأرض بهدوء دون الإعلان عنها، "فالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة أبدية للاحتلال ونقل سفارة واشنطن إليها، والاعتراف بسيطرة (إسرائيل) على الجولان، مثلت إعلانًا سياسيًّا صريحًا عن الصفقة".
وقال الأشعل لموقع "فلسطين أون لاين"، أمس: إن الولايات المتحدة و(إسرائيل) تمكنتا من تمهيد الأرضية للإعلان بشجاعة عن الصفقة من خلال أمور عدّة: إذ تمكنت من شق الساحة والصف الفلسطيني، وأبقت الشعب الفلسطيني بلا ظهر عربي أو إسلامي.
أما الأمرين الثاني والثالث، فهما تحركات السعودية والإمارات تجاه (إسرائيل)، وقرارات الجامعة العربية بأن المقاومة إرهاب سواء في فلسطين أو لبنان، وفقًا للأشعل.
وأضاف: "المعالم الحقيقية لصفقة القرن ما زالت غائية، لكونها لم تظهر من جهة رسمية، حيث يقتصر الحديث فقط عن وجود تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وبيَّن أن حكومة الاحتلال تُساند المستوطنين، إضافة إلى زيادة الجرائم في المدينة المقدسة والحفريات أسفل المسجد الأقصى، ودعوات التطبيع وتمهيد الشعوب العربية للسير وراء حكامها التي عيَّنتها الإدارة الأمريكية و(إسرائيل).
وشدد الأشعل على أن "الشعب الفلسطيني يتعرض لهجمة قوية تستهدف اقتلاعه من أرضه وتُنهي اسم فلسطين والمنطقة العربية ككل".
وفيما يتعلق بالإعلان عن الصفقة في هذا الوقت تحديداً، استعرض الأشعل ثلاث دلالات أولها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه إجراءات عزله من منصبه، "ويريد من خلال الصفقة الهروب إلى الأمام وإشغال للمجتمع الأمريكي بما ليس في جدول أعماله".
عزا الإعلان كذلك إلى حاجة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للدعم السياسي ومساعدته على الصعود في انتخابات الكنيست المقبلة ليتمكن من تشكيل الحكومة منفردًا.
أما التقدير الثالث، وفقًا للأشعل، فمرده الأرضية العربية التي باتت ممهدة تمامًا لا سيَّما من جانب الشعوب المطحونة بمشكلاتها الداخلية.
وحذّر من أن "المنطقة مُقبلة على دوي هائل قد يُغير الموازين، في أعقاب التهاون مع القضية الفلسطينية وترك الفلسطينيين وحدهم يصارعون الابتزاز الأمريكي -الإسرائيلي".
وأكد الأشعل ضرورة توحد الفصائل الفلسطينية خاصة حركتي فتح وحماس من أجل مواجهة المؤامرات الخطيرة التي تُحاك ضد الشعب الفلسطيني وقضيته.