فلسطين أون لاين

​الحرب الإلكترونية هجمات إلكترونية مقاومة

...
بقلم / د. ناجي الظاظا

تعد الحرب الإلكترونية إحدى الحروب الأكثر شهرة، فهي تحدث كل يوم بشكل مركز بين الخصوم والأعداء.

لقد قدمت التكنولوجيا فوائد كبيرة للناس للتجسس على الهاتف الجوال والشبكات والاتصالات، وقد تمكن أحد المخترقين من اختراق لوحات الإعلانات الرقمية واعتراض مكالمات الهاتف الخلوي بجهاز تم تركيبه يدويًا وتصل كلفته إلى 1500 دولار أمريكي فقط.

يذكر موقع military.com في إحدى دراساته عن القدرات الإلكترو-حربية الإسرائيلية نقلًا عن الجنرال أمور يلدين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن أهمية التجسس الإلكتروني بالنسبة لحروب القرن الحادي والعشرين هي كأهمية إدخال سلاح الطيران في حروب القرن الماضي، ويتابع ليقول إن إسرائيل بدأت فعليًا بتحديث الوحدة 8200 داخل الجيش من أجل القيام بـ"عمليات هجومية إلكترونية" والتغطية على عمليات الاستخبارات الأخرى ومن ضمنها التجسس على الإشارات وشبكات الهاتف الجوال.

وأما في فلسطين فإن ذلك يبدو جليًا من خلال الاختراق المتكرر لشبكة الاتصالات الفلسطينية الأرضية والجوال. حتى أنه في مرات عديدة انقطعت الاتصالات بشكل كامل لعدة ساعات خلال عام 2011 كان أبرزها الانقطاع الشهير خلال شهر رمضان من نفس السنة.

ولعل تعطيل الخدمات وسرقة المعلومات هما أشهر مظاهر الحرب الإلكترونية الحديثة، والتي كان لها دور مباشر في الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية في نهاية 2016؛ دونالد ترامب وهيلاري كلينتون.

ولعل الحرب الروسية الجورجية عام 2008 كانت أكثر المؤشرات على توظيف الاتصالات كسلاح أساس في الحروب تظهر في الحروب؛ حيث تزامن الهجوم الإلكتروني بطريقة منظمة على البنية التحتية للمعلومات في جورجيا وإستونيا مع العمليات العسكرية التي كانت تدور على الأرض. فعندما حصلت الحرب بين جورجيا وروسيا في عام 2008 لم تبدأ مباشرة على الأرض في الثامن من أغسطس، إنما بدأت قبل ذلك بليلة! حيث تعرضت معظم مواقع الحكومة الجورجية على الإنترنت ومواقع وسائل الإعلام الإلكترونية إلى هجوم كثيف من جهات روسية, ما أدى إلى توقف أغلب تلك المواقع عن العمل.

وبالرغم من أن روسيا لم تعلن صراحة أنها قامت بتلك الهجمات الإلكترونية؛ إلا أن التقارير تشير إلى أن مجموعات المهاجمين الإلكترونيين الروس مرتبطة بطريقة أو بأخرى بمنظومة السلطة والسيطرة الروسية وتتلقى تعليماتها وتوجيهاتها منها.

لا يقتصر شن الهجمات الإلكترونية على الجيوش النظامية أو مجموعات الهاكرز، بل إن العديد من المجموعات المسلحة وحركات المقاومة تهتم بتشكيل مجموعات إلكترونية تقوم على شن "هجمات إلكترونية مقاومة"، فهي أقل كلفة ولا تحتاج إلى كثرة جنود بقدر ما تحتاج إلى خبراء تقنيين، وأجهزة حاسوب ذات كفاءة عالية يمكنها شل قدرات العدو اللوجستية، سواء كانت مدنية أو عسكرية.