فلسطين أون لاين

لماذا يتخذ بعض الشبان قرار تأخير الزواج؟

...
صورة تعبيرية
هدى الدلو

اعتادت أغلب العائلات الفلسطينية تزويج أبنائها مجرد أن يبلغوا سن العشرين عامًا، خاصة إذا لم يكن الشاب طالبًا جامعيًّا، ولكن أسباب عدة منها الأوضاع الصعبة التي يفرضها الحصار على قطاع غزة أجبرت كثيرين على كسر تلك العادة المجتمعية، والانصياع للظروف والواقع السائد.

الشاب معاذ أحمد (25 عامًا) الذي أنهى دراسة الهندسة يرفض الزواج في الوقت الحالي، نظرًا لعدم توافر دخل مالي له، يقول: "فكرة الارتباط تحتاج إلى حالة استقرار نفسي ومالي، وهو ما يتحقق بحصولي على فرصة عمل، لكني لم أحظ بها منذ تخرجي في الجامعة قبل عامين".

ويرى أنه إذا وافق على تكوين أسرة يجب أن يكون على استعداد لتوفير احتياجاتها ومستلزماتها كافة، وهو ما لا يقوى عليه في الوقت الحالي.

أما أحمد جمال (30 عامًا) فيشير إلى أن الوضع القائم من مختلف النواحي لا يسمح بالزواج، لما تحتاج له هذه المرحلة من متطلبات ومستلزمات مختلفة، ما يدفع الكثير من الشباب لتأجيل فكرة الزواج.

ويبين جمال خريج كلية التجارة أنه لا يألو جهدًا في البحث عن فرصة عمل، وهي ما لم يتمكن من الحصول عليها على مدار الأعوام الماضية، آملًا أن يتحسن الوضع الاقتصادي.

ويلفت جمال إلى أن أغلب العائلات الفلسطينية ترفض تزويج بناتها في حال عدم توافر شرط من شروطها، كالمسكن المستقل، والمهر المرتفع، وغيرهما.

من جهته يقول رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "عزوف الشباب الفلسطينيين عن الزواج له أسباب كثيرة، منها الوضع الاقتصادي السيئ، فبعضٌ لا يوجد لديهم دخل ثابت، وبعضٌ آخر لا يستطيع توفير المهر، ومستلزمات الزواج".

ويضيف: "وبعضٌ لا يمتلك المال الكافي للاستقلال في منزل، وليس لديه المقدرة على دفع الإيجار، والمسبب الثاني هو المشاكل النفسية والنظرة السوداوية إلى الحياة، التي من أسبابها الاكتئاب النفسي".

ويوضح أبو ركاب أن المسبب الآخر هو العادات والتقاليد لبعض الأسر التي تشترط على الابن الزواج من عائلات معينة، أو الضغط على الابن للزواج من العائلة نفسها، وهناك كم كبير من المسببات التابعة.

ويعتقد أن عزوف الشباب عن الزواج يسبب العديد من المشاكل النفسية، التي تحتل المرتبة الأولى، ومنها الاكتئاب النفسي، وقلق المستقبل، وفرط العدوانية، واضطرابات المزاج، إضافة إلى المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، التي منها مبالغة الشباب في الاعتماد على العالم الافتراضي والتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، وما تحويه تلك المواقع من متنفس لهم.

ويشير أبو ركاب إلى أنه ربما انسياق الشباب إلى تلك الدائرة يسبب فيما بعد بعض المشاكل التي تنسف العلاقات الاجتماعية، ومن الممكن أن تؤسس لمرحلة من العيش في المجهول.

ولذلك لابد من حل المشكلة بتكاتف الجهود العائلية والرسمية لتذليل الإشكالات التي تعترض الشباب المقبلين على الزواج، فإذا كان العارض أو المشكلة المسببة للعزوف عن الزواج نفسية؛ فعلى المؤسسات العاملة في المجال تفعيل الخطوط الآمنة بالاتصال، أو تفعيل المواقع الإلكترونية لمتابعة هذه الفئة، وفقًا لحديثه، داعيًا المراكز الحكومية كوزارة الأوقاف إلى تعزيز قضية الوعظ والإرشاد، والتوعية بمخاطر امتناع الشباب عن الزواج.