فلسطين أون لاين

التوحش و"الدعشنة" يجتاحان المحقق الإسرائيلي ؟!

على خلفية اعتقالات خلية الجبهة الشعبية الأخيرة اجتاحت المحقق الاسرائيلي حمّى مسعورة لم تكن غريبة عليه، شعر من أعماقه أو هكذا أشعروه قادته وأمراء الدم عنده بأنه ذئب مفترس لا يليق به إلا التوحش وتفعيل قدراته على الافتراس واستخدام كل أنيابه ومخالبه إلى أبعد حدّ ممكن:

أنت أشدّ شراسة من الذئب حينما يهاجم الحمل، أنت ماكينة تعذيب لا احساس لها ولا روح ولا شعور، لا تعرف الا صناعة الالم وتحسن زراعته في أعماق ضحيتك،أنت أعظم حقدا من الجمل، سنامتك فيها من الاحقاد ما يكفي لتعذيب آلاف البشر.أنت كالضبع في نتانة رائحته وخسّة وضعة نفسه، اسلخ اجلد اضرب ولا تحسب الا حسابات بطنك وشهواتك وانفاذ جريمتك، أنت أفعى لا همّ لها إلا سمّها، أين تذهب به؟ ليس لك الا هذا الفلسطيني المقيت الذي لا يليق به الا السمّ القاتل، أنت الثعلب في مكره وسوء خبثه فلا تدع شيئا من خبثك الا واستخدمه أبشع استخدام .

توحّش كما يحلو لك فليس لوحشيتك حدود ولا قوانين ولا رقيب ولا حسيب، فطالما ان محاكم العدل في دولتك تمنحك حق توحشّك فما يضيرك بعدها شيء، اخرج كلّ ساديتك وتلذّذ بما يشبع كل غرائزك .

لم تكن هذه الدعشنة المسعورة وليدة هذه الايام فحسب فقد استشهد من هذا التوحش الهمجيّ ثلاثة وسبعون أسيرا في أقبية تحقيقهم، ظاهرة داعش فقط هي التي جاءت مؤخرا لتكشف عما هو أشد دعشنة من داعش ولكن العالم الحر قد اعتاد على جرائمه منذ زمن بعيد، فلمّا جاءت داعش ما جاءت به تفطن العالم المنسيّ لما هم عليه! هؤلاء عليه فوجدوه أشدّ وأخزى.

: ساعات طويلة من التعذيب المتواصل والحرمان من النوم ، الضرب والشبح والهزّ وتكالب عدة وحوش في آن واحد، عدا عن التعذيب النفسي الذي يترافق مع هذا التعذيب الجسدي والذي بات معروفا والحديث عنه من بديهيات ماكينة التعذيب لدولة الاحتلال التي لم تعد تحسب حسابا لاحد.

هذا التعذيب الداعشي يكشف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال هذه، لقد أظهرتها هذه الصورة البشعة التي تسربت من عمق زنازينهم على حقيقتها، مجرّدة من كلّ الاخلاق البشرية إذ إن مما تعارف عليه البشر أن من يقع في أسر عدوّه له أن يعامل معاملة تليق بانسانيته، هؤلاء يعملون خلاف ذلك ولا يتركون من جهدهم جهدا إلا وصرفوه في عملية تعذيبهم لاسيرهم.

وهم بنظرهم القصير يحسبونه خيرا لهم إذ ينظرون الى عاجل أمرهم في تحقيق غايات آنية سريعة دون اعتبار للوسائل المجرمة التي يتخذونها سبيلا لهم، على المبدأ الميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة، إنهم بذلك لو يعقلون لاعتبروا من كل القوى الاستعمارية التي سبقتهم في الاخذ بهذه القاعدة ، لقد طواهم التاريخ في مزبلته ولم يكن لهم استمرار حضاري لأنهم بذلك خسروا في الميدان الانساني أخلاقهم ،

ثم إن الايام دول بين الناس، هم بذلك يغذّون أعداءهم بالكراهية المطلوبة ويمعنون في صب الزيت على نار عداوتهم في المنطقة، لن تصفو لهم حياة ما داموا غارقين في هذا التوحش وهذا الظلم الفظيع. لقد ثبت للقاصي والداني أنهم لا يختلفون عن داعش في اجرامها واستباحتها لحرمات خصومها، داعش ظهرت بصورة بشعة مما عجّل في خلاص البشرية منها وهكذا تفعل الان دولة الاحتلال ليكون خلاص البشرية منها قريبا باذن الله.