يواجه خطباء وأئمة المسجد الأقصى منذ أشهر حملة إسرائيلية شرسة تستهدف وجودهم الدائم في المسجد المبارك، في محاولة من الاحتلال وأذرعه الأمنية والعسكرية لكبح جهودهم الداعمة للمرابطين فيه.
وأبعد الاحتلال خلال الأربعة أسابيع الأخيرة خطيبي المسجد الأقصى الشيخين عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وإسماعيل نواهضة، لأيام وأسابيع بزعم "التحريض على العنف خلال خُطب الجمعة".
وأكد مسؤولان مقدسيان أن الاحتلال كثّف من استهداف المسجد الأقصى وانتهاكاته بحق المرابطين والمصلين فيه، مع ازدياد أعدادهم، ونجاح الحملات المقدسية في الرباط وصلاة الفجر فيه، داعين للاحتشاد والاستمرار في الحملة.
ودعت حركة حماس إلى الاستمرار في حملة "الفجر العظيم"، وتعمير الأقصى والرباط فيه في كل الأوقات، والتصدي لاقتحامات المستوطنين المتوالية.
رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، أكد أن الاحتلال لن ينجح في استهداف المسجد الأقصى وخطبائه ومصليه والمرابطين فيه، داعياً المملكة الهاشمية الأردنية للتدخل في "لجم الاحتلال".
ووجه سلهب في حديث لـصحيفة "فلسطين" رسالته إلى الملك الأردني عبد الله الثاني، بـ"صفته صاحباً لرعاية المقدسات الإسلامية، بضرورة بذل كل ما بوسعه في سبيل لجم الاحتلال عن استهداف المسجد الأقصى وخطبائه".
وشدد على أن "المسجد الأقصى إسلامي بحت، ولا علاقة له باليهود أو بالانتخابات الإسرائيلية، ونرفض أن تجعل (إسرائيل) منه ورقة مساومة لانتخاباتها"، مؤكدا أهمية الرباط فيه والمشاركة الدائمة في حملة "الفجر العظيم".
وأضاف أن أعداد المرابطين والمصلين في الأقصى مباركة وتزداد يوماً بعد يوم و"لن يثنينا استهداف الاحتلال المتكرر أو أي تهديد بالاعتقال والإبعاد عن الرباط والصلاة في المسجد المبارك"، محذرا من خطورة الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للمسجد، بنياناً ومصلين ومرابطين وخطباء وأئمة وموظفين وحراساً وكل ساحاته وباحاته.
وقال سلهب: "واجبنا تجاه المسجد الأقصى عقدي ديني، وعلينا أن نظل مرابطين فيه، ونواظب على الصلاة فيه بكل الأوقات مهما كلفنا ذلك من ثمن، وواجب أمتنا العربية والإسلامية أن تجعل قضيته في أول سلم أولوياتها".
ولفت إلى أن انتهاكات الاحتلال زادت وتيرتها ضد القدس المحتلة والمسجد الأقصى "لأن الأمتين العربية والإسلامية تركتهما والمرابطين ولم يصدر عنها إلا بيانات الشجب والاستنكار".
بدوره، أكد الخبير في الشأن المقدسي د. جمال عمرو، أن الاحتلال يسعى إلى استهداف الرموز الدينية المقدسية محاولاً إرهاب وكسر هيبة المرابطين فيه، معتبرا ذلك تغولا إسرائيليا جديدا على الأقصى والعقيدة الإسلامية.
وقال عمرو لـ"فلسطين": "لولا قضية القدس والمسجد لأقصى لانتهت القضية الفلسطينية، واستهداف الاحتلال لخطباء المسجد المبارك وباحاته بسبب وجود مكانة خاصة له في وجدان الشعب الفلسطيني"، مؤكداً غياب الدور الفلسطيني الرسمي في دعم الخطباء والقدس.
من جهته، أكد الشيخ عكرمة صبري في حديث لـ"فلسطين" أن الاحتلال يحاول إخماد أي صوت مقدسي؛ لتفادي تكرار أحداث هبة البوابات وأحداث باب الرحمة وكسر شوكة جيشه أمام إرادة المقدسيين.
واعتبر صبري اعتداءات الاحتلال بحق القدس ترجمةً لقهره من حملة "الفجر العظيم"، داعياً الفلسطينيين وخاصة المقدسيين إلى الاستمرار في الزحف نحو الأقصى والرباط فيه والدفاع عنه.
وأضاف أن الأصل استمرار حملة "الفجر العظيم" دون دعوات، من باب صدق الانتماء لهذه الأرض المباركة والمقدسات الإسلامية.