فلسطين أون لاين

تقرير "#عين_عطية" مغلقة شاهد على جرائم الاحتلال

...
غزة/ أدهم الشريف:

لن ينسى الجريح عطية درويش، المصور الصحفي في وكالة "الرأي" الحكومية، اليوم الذي أصيب به بقنبلة غاز إسرائيلية في أثناء تغطيته الإعلامية لمسيرات العودة السلمية شرق غزة.

لقد تسببت القنبلة التي أصابت وجهه مباشرة بمشكلة ستلازمه طيلة حياته، بعدما أكد طبيب أردني للجريح أنه فقد الرؤية بعينه اليسرى تمامًا بعد فحوصات طبية خضع لها.

وكان درويش البالغ (31 عامًا) أصيب في ديسمبر/ كانون الأول 2018، بقنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال أسفل عينه اليسرى.

لكنه رغم ذلك ما زال مصرًا على مواصلة عمله في توثيق ما يتعرض له المواطنون من انتهاكات على يد جنود الاحتلال بعدسته، كما يقول لـ"فلسطين" في اتصال هاتفي.

ويضيف: "رغم إصابتي وفقدان البصر في العين اليسرى، ما زلت متمسكا بعملي في التصوير الصحفي، خاصة أننا نعيش تحت احتلال، وهذا يتطلب وجود صحفيين في ظل الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق المواطن والصحفي معًا".

وطالب المؤسسات الحقوقية ونقابة الصحفيين والأوساط الرسمية الفلسطينية برفع قضايا في المحاكم الدولية ضد جنود الاحتلال وقادته مقابل ما ارتكبوه من جرائم بحق الجميع.

وأثار الإعلان الجديد عن فقدانه وظيفة إحدى عينيه موجة تضامن ومواساة واسعة مع الجريح درويش على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتداول صحفيون وحقوقيون ونشطاء صورًا متعددة لعطية، أرفقوها بمنشورات مليئة بعبارات التضامن معه، وكلمات التنديد بالجريمة الإسرائيلية.

ونشر زملاء درويش على جدار صفحته في موقع "فيس بوك" صورة له، خلفيتها سوداء، ووضعوا على عينه علامة "x"، وكتبوا تحتها "عين عطية مغلقة بأمر من قوات الاحتلال".

وكتب ‏صاحب الحساب على موقع "فيس بوك" غازي خليل تضامنًا مع درويش: "الصديق والزميل عطية بعد تأكيد الفحوصات التي أجراها في الأردن للأسف أكدت فقدانه عينه اليسرى نهائيا. عيوننا كلها لك يا صديق، ربنا يعوضك عوض خير، والحمد لله على كل حال".

وغرَّد على وسم #عطية_درويش #عين_الحقيقة، في صفحات الفيس بوك.

أما "‏‎Mahmood Alfarra‎‏" فكتب على صفحة الصحفي الجريح: "بعد تأكيد الفحوصات التي أجراها في الأردن أكدت فقدانه عينه اليسرى نهائيا. #خلص_الكلام. #عين_عطية".

كما كتب صاحب الحساب "Tarik Switiy": "كل التضامن مع الصحفي الزميل والصديق عطية درويش، عسى الله أن يُنير بصيرته بعوض الخير".

والصحفي درويش ليس الصحفي الوحيد الذي استهدفه جيش الاحتلال، فقد تسبب الاستهداف المتعمد للصحفيين في استشهاد اثنين منهم؛ ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين خلال ممارستهما عملهما في تغطية مسيرات العودة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، أصابت قوات الاحتلال المصور الصحفي معاذ عمارنة في أثناء عمله في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، برصاصة في عينه اليسرى تسببت بفقدان البصر بها تماما.

ويكشف ما تعرض له الصحفي درويش وغيره العديد من الصحفيين حجم الجرائم التي يواجهها الصحفيون خلال تغطيتهم انتهاكات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت وزارة العدل أن استمرار الاحتلال في انتهاكاته ضد أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الصحفيين، يأتي نتيجة الصمت الدولي غير المبرر على هذه الجرائم المتواصلة، عادة انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين تأتي ضمن سياسة ممنهجة ومقصودة، يتم خلالها مصادرة ممتلكاتهم وضربهم والاعتداء عليهم وتهديد حياتهم بشكل مباشر عبر إطلاق الرصاص مباشرة عليهم وإصابتهم بقصد منعهم من تأدية رسالتهم في فضح جرائم الاحتلال.

وأكدت الوزارة في بيان وصلت "فلسطين" نسخة عنه، أمس، أن هذه الاعتداءات المتكررة والممنهجة تعبر عن استهتار وعربدة طاغية من الاحتلال وقادته على قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ودعت الصحفيين في العالم إلى ضرورة تعزيز تضامنهم مع الصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة وبشكل منظم من قوات الاحتلال.

وأشارت وزارة العدل إلى إصابة 87 صحفيًا في غزة، خلال السنة الماضية، في حين سجل في الضفة إصابة 67 صحفيًا بينها 21 بالرصاص الحي وشظايا الرصاص المتفجر.