فلسطين أون لاين

"صحّ النوم" هل أدركتم ؟!

سبع محميات طبيعية دفعة واحدة يعلن عن إنشائها وزير الدفاع بينيت في منطقة C تدفع عزام الأحمد إلى القول بأن السلطة الفلسطينية باتت في مهب الريح، وإن على المجلس المركزي الاجتماع، وعلى القيادة تنفيذ قرارات المجلس الوطني بحرفيتها؟!

صح النوم، سيد عزام، هل أيقظتك المحميات السبعة من الغفلة الطويلة، ومن التغافل عما يجري في الضفة الغربية يوميا من قبل المحميات السبع. الضفة الغربية ضاعت نظريا منكم في اتفاقية أوسلو ابتداء حين وقع المفاوض على أن أرضها أرض متنازع عليها مع (إسرائيل). وضاعت منكم عمليا حين قبل قادة المنظمة وقادة فتح أن تنشأ السلطة قبل التحرير، وقبل زوال المستوطنات، وقبل مناقشة قضايا الحل النهائي( القدس، واللاجئين، والحدود، والاستيطان، والمياه). وسكتت سنوات التفاوض الطويلة عن عمليات القضم والهضم للأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال الاستيطان، ومن خلال توسيع القائم منها، ومن خلال جدار الفصل العنصري.

القدس خرجت من المفاوضات أولا بقرار الضم في عام 1969م، وخرجت عمليا بالمستوطنات، وباتخاذها عاصمة، وتأكد خروجها دوليا بنقل السفارة الأميركية إليها؟! إذاً القدس والسلطة كانتا في مهب الريح قبل المحميات السبع، وإن جاءت المحميات السبع لقضم أراضٍ جديدة خارج القدس.

السلطة كانت في مهب الريح حين فشلت في مفاوضات الحدود، وحين أقرت بالمستوطنات الكبيرة، وقبلت ببقاء وجودها، وحين قبلت بتبادل الأراضي مع سلطة الاحتلال. إذا كانت المحميات السبع جريمة سرقة كبرى للأراضي الفلسطينية، في مطلع 2020م، فإن جرائم سرقة الأرض واغتصابها، وشغلها بالمستوطنات، والمصانع والجامعات العبرية، كانت قبل ذلك بسنين طويلة، ولم تتحرك سلطة فتح والمنظمة بعمل شيء مضاد، ولم تتخذ إجراءات مانعة، ولا وقائية، وظلت تنتظر عطاء الرعاية الأميركية، وكرم أولمرت ونتنياهو، فلما لم تجد منهم شيئا، لم تندم كثيرا على ما فاتها، ولم تعلن أنها في مهب الريح، رغم أن الشعب كله بات يتندر على وجودها وإجراءاتها، وحين قررت مؤسسات فتح والمجلس الوطني وقف التنسيق الأمني مع أجهزة أمن (إسرائيل)، تلعثمت قيادة السلطة وخالفت القرارات المتخذة، وزادت من اعتقال المقاومين، وقمع المنتقدين، وتسلطت الأجهزة السلطوية على نشطاء حماس وكوادرها، والآن تقول للشعب السلطة في مهب الريح بحسب تصريحات عزام الأحمد، وعلم الله أن السلطة كانت ورقة في مهب الريح يوم اقتلعت المنظمة نفسها من جذورها التاريخية ووقعت على اتفاقية أوسلو التي هي تماثل اتفاقية الاستسلام التي تفرض على المهزوم بعد انتهاء الحرب؟!

ما يؤلم الشعب هو أن تصحو السلطة متأخرة، وكأن كل الأصوات الوطنية لم تجد نفعا معها، حتى جاءها صوت بينيت اليميني المتطرف من خلال الغابات السبع؟! من يحاسب السلطة على هذا الفشل المتكرر؟! السلطة في مهب الريح، كانت وما زالت.