وانتصر الأسير أحمد زهران بتعليقه إضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر لمدة 113 يوما بشكل متواصل دون توقف، حيث رضخت إدارة السجون لمطلبه في إنهاء اعتقاله الإداري، وبموجب هذا الاتفاق سيتم إطلاق سراح زهران في 25 من الشهر القادم.
إضراب الأسير زهران أزهر وأثمر، وفاز وانتصر، في معركة التحدي بأمعائه الخاوية لأكثر من 113يوما من الاضراب المتواصل عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري.
يعتبر الافراج لاحقا عن الاسير زهران انجازا لإرادته الصلبة وتصميمه على مواصلة المواجهة لا سيما وأن إضرابه الحالي هو الثاني خلال اقل من عام بعد أن نكث الاحتلال بالوعود التي قطعها في جولة الاسير الاولى.
من يظن أن النصر يأتي بلا ثمن فهو مخطئ، فوصف "هيكل عظمي" كان للأسير زهران خلال اضرابه الطويل، وفي بداية معركته لقي استهزاء ولا مبالاة من سجانيه ليستصدر قرارا بالرغم من التعنت غير المسبوق في ملف المضربين عن الطعام عمومًا وملفه خصوصًا.
يعتبر هذا الإضراب هو الثاني الذي يخوضه خلال العام الجاري، حيث خاض إضرابا ضد اعتقاله الإداري استمر لـمدة 39 يوما، وانتهى بعد وعود بالإفراج عنه، إلا أن سلطات الاحتلال أعادت تجديد اعتقاله الإداري لمدة أربعة أشهر وثبتته على كامل المدة.
الإضراب عن الطعام ليس طوعيا او مجرد تسلية، لمن لم يجرب الأسر نقول له إن الأسر يعني الموت البطيء؛ فالأيام تمر سريعا خارج السجن؛ ولكن داخله تمر الثواني ثقيلة وبطيئة ومعها العذاب، والموت يلاحق أسرى زنازين العزل الانفرادي المضربين، فكيف لمن لا يأكل لأشهر طويلة.
آلام وأوجاع الشعب الفلسطيني كثيرة وصعبة؛ إلا أن من أكثرها صعوبة وخطورة هي آلام الأسرى؛ الذين تفنى زهرة شبابهم وتذوب أعمارهم وأحلامهم خلف قضبان الحديد، التي تأكل من أجسادهم؛ لأجل أعدل وأقدس قضية لتحرير شعب مظلوم ومكلوم .
في كل الأحوال شعب فيه أسرى أبطال لا يمكن أن يهزم، فالشعب الحي ينجب أبطالا يضحون بأرواحهم، ومسألة تحقيق الحرية وكنس الاحتلال هي مسالة الوقت، وقصار النفس عليهم التنحي جانبا، والتاريخ لا يصنعه سوى الأبطال أولي العزم، وليس الضعفاء.