فلسطين أون لاين

​الشيخ عدنان: انتصاره ضربة جديدة للاعتقال الإداري

زوجة القيق بعد "انتصاره الثاني": الإضراب أقصر الطرق للحرية

...
رام الله / غزة - نبيل سنونو

للمرة الثانية في أقل من عام، تنتصر الأمعاء الخاوية للأسير الصحفي محمد القيق، على سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في حدثٍ يرسخ فيه كما تقول زوجته فيحاء شلش، أن "الحرية خط أحمر".

ومن المقرر أن يتم الإفراج عن القيق في أبريل/نيسان المقبل، وقد علق أمس، إضرابه المفتوح عن الطعام بعد 33 يوما من بدئه، مطالبا بوقف سياسة الاعتقال الإداري بحقه.

وعن حيثيات قرار الإفراج، تقول شلش، لصحيفة "فلسطين"، إن ما جرى ليس اتفاقا، وإنما رد من النيابة العسكرية للاحتلال على طلب الاستئناف الذي تقدم به المحامي لمحكمة الاحتلال، الأربعاء الماضي، وتأجلت الجلسة حتى أول من أمس، وجاء رد النيابة العسكرية أمس، بقرار عدم تجديد الاعتقال الإداري من جديد للأسير محمد.

وتصف هذا القرار بأنه "انتصار قانوني بامتياز"، متابعة: "إن هذا الانتصار الثاني يأتي بعد معركة إضراب خاضها زوجي خلال أقل من عام على المعركة الأولى، وكنا دائما نقول: الإضراب هو الطريقة الأمثل والأقصر للحرية".

وتوضح أن الإضراب عن الطعام، "أثبت نجاعته مرتين: في الانتصار الأول، وفي هذا الانتصار بعد 33 يوما لم تكن سهلة أبدا على محمد وجسده المتعب المنهك، ورغم ذلك استمر في هذا الإضراب وفي صموده".

وسبق للقيق أن خاض بداية مارس/ آذار 2016، إضرابا عن الطعام، لمدة 94 يوما، داخل سجون الاحتلال، احتجاجا على اعتقاله إداريا دون محاكمة، وأوقفه بعد أن توصل لصفقة مع نيابة الاحتلال تقضي بعدم تمديد اعتقاله الإداري.

لكن جيش الاحتلال أعاد اعتقاله في 16 يناير/ كانون الثاني الماضي على حاجز "بيت إيل" قرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

"تمكن محمد من كسر الاعتقال الإداري من جديد، وأن يقول كلمة: لا لهذا الاعتقال"؛ تتابع شلش حديثها، مبينة أن "هذا الانتصار يأتي كتأكيد لكون الإضراب هو الوسيلة الناجعة الوحيدة".

وبشأن وضعه الصحي، تشير إلى تواجد زوجها حاليا في مستشفى سجن "اساف هروفيه"، قائلة في الوقت نفسه: "إن المحامي قال الخميس الماضي بعد أن زاره، إنه أغمي عليه للمرة الثانية خلال أسبوع، وهذا الأمر كان خطيرا وغير متوقع أن يغمي عليه مرتين ويفقد الوعي".

وتنوه إلى أن الأسير القيق كان "كذلك يعاني من صداع ودوار شديدين ومن حالة إرهاق عام ونقص حاد في الوزن، وكذلك حين أغمي عليه سقط على يده وبالتالي تعرضت لرضوض، وكنا قلقين على صحته، لكن مع بشريات الانتصار الحمد لله تحسن الحال والقلق زال".

ومن غير المعلوم، وفقا لشلش، أين سيقضي القيق بقية فترة الاعتقال الإداري حتى أبريل المقبل، لكنها تلفت إلى أنه سيجري متابعة ذلك مع المحامي.

وترجح أنه سيمكث لفترة في المستشفى حتى يتعافى من آثار الإضراب، لافتة إلى أنها تقدمت بطلب زيارة لزوجها برفقة أطفالهما، ووالده، فيما أبدت عدم تفاؤلها بالسماح لهم بذلك، بقولها: "لا نعول كثيرا".

وتوضح شلش، أن الأسير القيق الذي خاض الإضراب عن الطعام لمرتين، "يتمتع بإرادة قوية وعزيمة لا تلين منذ الإضراب الأول، فهو إنسان صلب وذو مبدأ برفض الاعتقال الإداري".

وتممت بأن العائلة أدت دورا مهما في مساندته منذ بداية الإضراب، وقررت أن تؤدي هذا الدور مهما كان الثمن، لا سيما وأن الأسير القيق كان دائما يؤكد أنه لن يتراجع ولو "حُمل جثة هامدة".

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر عدنان إن انتصار الأسير القيق ضربة جديدة للاعتقال الإداري.

وأضاف عدنان في تصريح صحفي أمس عقب إعلان الصحفي الأسير القيق تعليق إضرابه عن الطعام، مقابل الإفراج عنه: إن هذا الانتصار يؤكد المؤكَّد بنجاعة الإضراب عن الطعام، وجدواه رغم الظروف الفلسطينية والمحيطة بنا.

وقال: "إن انتصار الأخ البطل محمد القيق فرحة في صدورنا من بعد استشهاد الأخ باسل الأعرج".

من جهتها، هنأت حركة الأحرار بانتصار الأسير القيق، مؤكدة أن انتصاره يمثل انتصارا لشعبنا وللحركة الأسيرة وخطوة مهمة على طريق كسر سيف الاعتقال الإداري.

ودعت الأحرار في بيان صحفي أمس، جماهير شعبنا لمواصلة فعاليات الدعم والإسناد للأسرى حتى إنهاء معاناتهم وتحقيق مطالبهم العادلة، مطالبة السلطة بتحمل مسؤولياتها تجاه معاناة أسرانا وضرورة تفعيل قضيتهم وتدويلها على كافة المستويات العربية والدولية والإنسانية والحقوقية وخاصة في ظل تدهور الوضع الصحي للمئات منهم داخل السجون.