فلسطين أون لاين

أفلام "أنا فلسطينية" تبرز الهوية والثقافة الفلسطينية من منظور سينمائي

...

نفذ مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية خمسة عروض لمجموعة من أفلام "أنا فلسطينية" في قطاع غزة، تحاكي قضايا المجتمع الفلسطيني، في إطار مشروع شراكة ثقافية مجتمعية تحت مشروع "يلا نشوف فيلم!" الذي تديره مؤسسة شاشات سينما المرأة بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات وجمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي وبدعم مساند من ((CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي وبالتنسيق مع مركز حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية.

ووفق بيان صادر عن المركز، فإن المشروع يسعى من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية علي النقاش والتفاعل المتبادل، بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية، بشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.

ومن ضمن الأفلام كان فيلم "الراعية" للمخرجة فداء عطايا، الذي تروي فيه حكاية عن وادي المالح وعين الحلوة وذلك من خلال صور متحركة ورقص وموسيقى، لتعبر عن حياة المرأة الفلسطينية الراعية والمزارعة التي تعيش ألم فقدان الأرض والماء.

وخلال عرض الفيلم، عبر الحضور عن مدى استيائهم من سياسات الاحتلال الهادفة لتهجير الفلسطينيين والتضييق عليهم حتى تمنعهم من الحياة.

أما في فيلم "أرض ميتة" للمخرجة أمجاد هب الريح، الذي يروي قصة امرأتان مزارعتان فقدتا أرضهن ومصدر رزقهن خلف الجدار وحرمهما من زراعتها، بالتالي أدى ذلك إلى فقد رزقهن وجعلهما أسيرتي الفقر والأسى وذلك نتيجة عدم استفادتهن من الأرض في الفلاحة والبناء والبيع فأصبحت الأرض ميتة، وعبر الحضور أثناء النقاش عن تجاربهم المماثلة، اذ صدفت أن الغالبية العظمى من الحضور من مجتمع اللاجئين الذي استولى على أرضه الاحتلال وطرده منها، ليصبح عاجزاً فقيراً يعيش اللجوء منذ النكبة في العام 1984.

بينما فيلم "صبايا كلمنجارو" للمخرجة ميساء الشاعر، الذي يروي قصة آلاء التي أقنعت صديقتها أروى بالسفر إلى تنزانيا لتتسلق قمة كليمنجارو وذلك كرد فعل معاكس على تقييد الحركة وصعوبة التنقل في بلدهن فلسطين، فقامت الصبيتان بتحدي السياسة والحدود والمجتمع وتسافران إلى تنزانيا لخوض المغامرة.

أما في فيلم "يوما ما" للمخرجة أسماء المصري، هذا الفيلم الذي يحاكي يوماً من حياة أربع صديقات يشاركن حياتهن الشخصية والمهنية في مدينة غزة.

وعبر الحضور عن اعجابه بالطريقة العفوية التي تم بها التصوير، الذي يجسد جمال غزة وبساطة حياتها في عيون الصديقات الأربعة.

أما في فيلم "الكوفية " للمخرجة أفنان القطراوي، هذا الفيلم الذي يحاكي واقع الانقسام الفلسطيني المرير والذي يعاني منه المجتمع الفلسطيني لما له من أثار سلبية على القضية والهوية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وتحدث الفيلم عن تلويث الكوفية كرمز وتراث معبر عن الثقافة والهوية الفلسطينية، وأنه يجب المحافظة عليه وصيانته وتعزيز الوحدة الوطنية من أجل الرقي بالمجتمع الفلسطيني ونصرة القضية الفلسطينية.

وكان فيلم "شكله حلو بس!" للمخرجة رنا مطر يبحث في سر المشهد الجميل الساحر، ويظهر التفاصيل المشوهة الملوثة، بحر غزة يحمل حكاية وتاريخ ورواية أهل غزة من رحيل وحدود واتفاقيات واحتلال، وبالرغم من كل ما يقدمه البحر تشوه بالنفايات .

وفي فيلم "أن جي / كوز" للمخرجة رهام الغزالي تحدث عن شاب تخرج من الجامعة ليبدأ رحلته بالبحث عن وظيفة ثابتة تؤمن له حياة كريمة للمستقبل، ومضت 5 سنوات ولم يستطع أن يجد عملا سوى في المؤسسات الأهلية التي تستغل طاقات الشباب بمقابل بسيط وبفترة زمنية قصيرة، ذلك خلق علاقة غريبة بين ذلك الشاب وورق السيرة الذاتية وشهاداته الجامعية.

وجاء فيلم "فرط رمان الذهب" للمخرجة غادة الطيراوي ليحاكي قصة شعبية فلسطينية عن فتاة عاشت الخوف والمعاناة واختارت الصمت طريقا لها، فانتهت قصتها نهاية سعيدة ككل القصص الشعبية، وتركتنا مع نساء عاشوا الخوف وواقع مؤلم، حمل الصمت في بدايته ولكن في النهاية قررن الخروج عن صمتهن وتكلمن عن مشكلتهن، وعبرت إحدى الفتيات عن أن زواجها كان رغما عنها وبعد مدة تكلمت وطلبت المساعدة وانفصلت عنه بعد معاناة سنوات عاشتها مع زوجها.

كان فيلم "صدى الصمت" للمخرجة وفاء نصار يتحدث عن صبي يعيش في بيئة صعبة وسيئة جدا يرى ويسمع ويتأثر بكل ما يدور حوله فيضطر لمواجهة واقعه السيء، وأكد أحد الحضور أن غياب الوازع الديني لدى البعض يؤثر على العلاقات داخل الأسرة وعدم احتوائها بشكل إيجابي فإن ذلك يؤثر على العلاقة وعلى الطفل داخل الأسرة.

أما فيلم "القدس على المسنجر" للمخرجة أماني السراحنة فتحدث عن شاب يعيش في الخليل ويتعرف على فتاة فلسطينية مغتربة من الإمارات عن طريق المسنجر، ولديها اشتياق وحنين للقدس، ومن أجل جذبها يتظاهر بأنه مقدسي ولكن عندما تطلب صورته في القدس تتأزم الأمور لأن الشاب أيضا محروم من دخول القدس، حيث قال أحد الحضور أن الفلسطينيين يعانون من انتهاكات كثيرة أهمها هي الحرمان من الدخول وزيارة القدس، وذلك بسبب الاحتلال وممارساته ضد الفلسطينيين.

ويؤكد مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية، أنه في ظل الوضع الراهن التي تعاصره القضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني، يعيش المجتمع الفلسطيني حالة من اليأس والفقدان والضياع وذلك منذ وصول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والتوسع في الاستيطان، وأيضا عمق ذلك حدوث الانقسام الفلسطيني في عام 2006م، فكان لا بد من استخدام أساليب تعزيز الثقافة الوطنية وإبراز القضية الفلسطينية، مع التأكيد على مشروعية النضال بكافة أشكاله وخاصة النضال الثقافي والسينمائي.

المصدر / فلسطين أون لاين