قبل النكبة وبعدها قدم الفلسطينيون نماذج رائعة ومتميزة في العمل المقاوم ومواجهة الاحتلال.
وكل اسم من هؤلاء الأبطال جاء في زمن خاص وقام بعمل مقاوم متميز، وضرب الاحتلال وأوجعه، وترك بصماته في حياتنا وفي تاريخ الصراع مع الاحتلال.
يحيى عياش واحد من هؤلاء الأبطال، من النماذج العلمية والفنية الراقية، من الذين جمعوا العلم والتخطيط والقيادة والتنفيذ، جمع الوعي مع التخفي، جمع الإصرار مع المناورة، مهندس فلسطيني من الضفة الغربية جاء في مرحلة حساسة من تاريخ القضية الفلسطينية بعد الانتفاضة الأولى، مع مرحلة مفاوضات مدريد واتفاق أوسلو.
جاء في مرحلة قام فيها الشعب الفلسطيني بأروع انتفاضة عرفها العالم، رفعت مشروع الحرية وإنهاء الاحتلال.
لكن في ذلك الوقت كانت هناك هجمة دولية على القضية الفلسطينية لإنهاء الانتفاضة وإنهاء المطالب وقمع الانتفاضة بالقوة والعنف، وبناء مشروع التسوية وإنهاء القضية، يومها رضخ كثيرون، وتنازل كثيرون، وتراجع كثيرون، لكن ثلة من الرجال الأبطال قالوا لا للتراجع. كان من هؤلاء المهندس يحيى عياش الذي نفذ عمليات تفجيرية نوعية هزت الكيان الصهيوني، وخربت عملية التسوية.
يحيى عياش وإخوانه الأبطال من الضفة الغربية وقطاع غزة نسفوا عملية التسوية، اهتز العمق الأمني الصهيوني لأن الضربات كانت في قلب المدن، في القدس ونتانيا وديزنغوف.
تحول عياش إلى شبح أرعب الإسرائيليين.. عبوات ومفخخات في كل مكان.
اعتقدوا أن عياش قادر على تفخيخ الهواء..
اهتزت صورة الكيان الصهيوني وأجهزة الأمن وضربت معنويات الحكومة والكنيست وجيش الاحتلال.
كان عياش يضرب وينسحب، يهاجم ويختفي، يخرج في كل سوق وحارة وباص.
استشهد عياش.. سارت فلسطين خلفه في أكبر جنازة، لكنه ظل أسطورة وحلما، وقصة نحكيها عن البطولة والمقاومة.