فلسطين أون لاين

"نتنياهو" 2020

"كطي السجل للكتب"؛ طوي عام 2019 وجاء عام 2020، وسيطوى لاحقا كغيره،  لكن هذه المرة سيكون حال "نتنياهو" لا يحسد عليه، فمن المتوقع أن تنهار قلعته الحصينة ويقاد للسجن كالمجرمين كما اقتيد من قبله رئيس وزراء الاحتلال السابق  "أولمرت".

كيف سيكون حال "نتنياهو" في العام الجديد 2020، هناك من يقول إنه سيهزم في الانتخابات بعد شهرين من الآن، وهناك من يقول إنه سيفوز، لكن في كلا الحالتين، "نتنياهو" لا يمثل شخصه بل سياسة حزبه الحاكم، وسياسة كيانه.

عام 2020 سيبقى "نتنياهو" يراوغ ويماطل، ويبذل جهودا كبيرة لإبطال قرار محكمة الجنايات الدولية بالضغط على السلطة لسحب شكواها، وفي ظل حالة الترهل والتراجع من المتوقع نجاحه في ذلك.

في عام  2020 سيواصل "نتنياهو"؛ الضغط على السلطة وابتزازها كونها لا تملك أوراق قوة وضغط عليه؛ وسيتواصل الاستيطان وضم الضفة قطعة قطعة، وإذلال الفلسطينيين على الحواجز، وحملات الاعتقال اليومية في مختلف مناطق الضفة الغربية.

عام 2020 "نتنياهو " يعلم أنه في عالم السياسة اليوم لا يعترفون بالضعيف وحقوقه؛ بل بالمصالح، وبالقوي وشروطه والتي يتبجح بها "نتنياهو" صباح مساء، بفعل الدعم الغربي والأمريكي له ولكنها ستشهد تراجعا هذا إن فاز في الانتخابات أوائل مارس المقبل، فهو ثعلب ماكر يجيد فن السياسة- بمفهومه-  بخبث ومكر وكذب لا نظير له.

عام 2020، سيستغل "نتنياهو" كونه ثعلبا ماكرا؛ حالة التيه العربي والانقسام الفلسطيني الفلسطيني والفتن العربية المشتعلة لأبعد درجة؛ ولسان حاله يقول: ما دام الميدان خاليا؛ ولا توجد ضغوط حقيقية، والعرب والمسلمون يكتفون بالفرجة، ولا يتقنون غير الشجب والاستنكار، فلماذا أتوقف عن تهويد القدس والضفة واضم الاغوار ومناطق "ج"؟!

عام 2020 "نتنياهو" سيتراجع داخليا وخارجيا وسيضغط كثيرا؛ وسيبقى يعاني ويدفع ثمن اعتداءاته واحتلاله؛ ولكن هذه المرة بفاتورة مرتفعة كثيرا ستطيح به، فهو بنظر "ليبرمان" قد خضع لحماس وسمح لها أن تبتزه، ويدفع لها 30 مليون دولار شهريا – خاوة- نظير عدم التصعيد، وبقائه في سلطته وعدم احراجه أمام جمهوره.

ما يعرفه "نتنياهو"، أن دولته فانية، وأنه هو قدم من بلاد الغرب واستوطن هنا بقوة السلاح والارهاب، والمنطق يقول إن القوة لا تدوم مع الزمن بل تفنى وتتبدل، ولكنه يكابر ويعاند كعادة الطغاة والمستبدين عبر التاريخ المغرورين بقوتهم وبطشهم وجبروتهم الفاني.

عام 2020 صحيح أن "نتنياهو" سيبقى ساخرا من المجتمع الدولي، ولن يتغير من ناحية تنكره للحقوق الفلسطينية وسيدخل عام  2020 بالمزيد من الصلف والتحدي للمواثيق والقوانين الدولية، وعمليات التوسع الاستيطاني؛ ولكنه هذه المرة ستكون كلفة الاحتلال مرتفعة جدا ولا يوجد استيطان رخيص كما كان قبل ذلك رغم أن الوضع يشير لعكس ذلك.

عام 2020 لا يوجد شيء عند "نتنياهو" ليقدمه بالمجان دون مقابل، وليس في عجلة من أمره؛ إلا بقدر ما تضغط عليه الظروف المحيطة وما يملك كل طرف من أوراق قوة للضغط على الآخر .

عام 2020 " نتنياهو"، لا يريد أن تكون حربا تقصف فيها (تل أبيب) من قبل حماس، وهو وإن كان يملك قوة أكبر بأضعاف من الفلسطينيين إلا أنه يعلم أن هناك حدودا لاستخدامها لا يمكنه القفز عنها؛ وإلا وقع في المحظور الاستراتيجي الإقليمي والعالمي.

عام 2020 "نتنياهو" سيواجه جبهة فلسطينية قوية وعنيدة؛ صلبها وقوامها؛ الإيمان والإرادة والأحقية بالنصر وانتزاعه من الظلمة، والبحث عن أوراق القوة التي يمكن من خلالها الضغط على "نتنياهو" وإخضاعه كما أخضعته غزة وهدم من قبله شارون، 20 مستوطنة واندحر منها يجر أذيال الهزيمة والعار والشنار.