التنسيق الأمني مع الاحتلال هو مزيج من الاستهبال والبلطجة، والذين يقودون مشروع التنسيق مخالفون للإجماع الشعبي الفلسطيني الذي يقف خلف خيار المقاومة، في الوقت الذي يفضل المنتفعون من التنسيق الأمني المكابرة والمهاترة.
لم تعد الحياة في غزة سهلة في ظل الحصار والقرارات العقابية التي تبثها السلطة لتلاحق المواطن بغزة، لقد طال الظلم على الفقراء فها نحن نرى مجزرة الفقراء وقطع مخصصاتهم، فما يحدث جريمة مزدوجة بحق شعبنا لا أراها إلا خدمة مجانية للمحتل.
حديث السلطة عن مقاطعةٍ للولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل) وهم يتواصلون ليل نهار مع أمريكا و(إسرائيل) ويتعاونون مع هؤلاء.. فعن أي عداء لأمريكا يتحدثون؟
مسكين هو الذي يعتقد أن التنسيق الأمني سيصنع دولة، فبالسيف وبالقوة تستعاد الأوطان ويطرد الاحتلال. إن أكثر ما يغيظ هو تكاثر هذه الجراثيم السياسية المتعاونة مع الاحتلال وإن الأمر الأعظم شأنا أن تجد من يدافع عن المحتل دفاع المستميت.. إنهم جراثيم مستنقعات التنسيق والخيانة. هل يدرك هؤلاء أن الأحرار سيلقون بهم خارج التاريخ؟ فكيف طاب لكم يا من تقدسون التنسيق الأمني حرمان شعبكم من حقوقه والتساوق مع المحتل في انحدار أخلاقي ووطني غير مبرر؟ ببساطة وبصدق إنها خيانة لدماء الشهداء.
إن (إسرائيل) مجرمة باستهدافها النساء والأطفال والأبرياء وقتلهم بآلاف الأطنان من المتفجرات مدعومة من قادة التنسيق الأمني الذين يلاحقون أبناء شعبهم ويعتقلونهم ويعذبونهم في سجونهم بحجة الوطنية وحماية الوطن، وما ذلك سوى خدمة لـ(إسرائيل) المحتلة لأرض فلسطين. إن الأمر أعظم شأنا، إنها قضية وطن وليست اختلافا شخصيا على قضايا ثانوية نختلف حولها. إن التنسيق الأمني هو مستنقع الانحطاط السياسي ومن سقطوا به تدرجوا في درجات السقوط.. غنها كلمات ثقيلة على من انتهجوا الخيانة منهجا وسبيلا للانتفاع والاسترزاق من معاناة شعبهم، إنهم وحوش آدمية بلباس سياسي يدعى السلام مع (إسرائيل).
قلوبنا تعتصر ألماً على حال المرضى في قطاع غزة من المحرومين، ليس من الإنسانية أو الطهارة الثورية وإن كانت القضية سياسية فإن ذلك يعد عاراً، والسكوت على من يتلاعبون بحياة الناس هو عار وجريمة تضرب الإنسانية وعلى الأحرار التصدي لهذه المأساة.
ان ما يحدث هو عداء لأهل غزة غير مستند إلى أي سبب يدفع لذلك. إن المرضى والفقراء بغزة يعانون مر الحصار من الصهاينة ومر العداء من بني جلدتنا الذين تخلوا عن دعائم الوطنية والإنسانية فقطعوا رواتب المئات من الحالات الإنسانية الفقيرة متجاهلين آلامهم ومعاناتهم بحجج واهية لا تقترب ولو قليلا من واقع هؤلاء الفقراء والمرضى الذين يتجرعون مرارة الحياة، نستغرب ممن يضللون العقول من باب العبث، فويل لمن ينسى عهد الشهداء والأسرى ويتناسى آهات المعذبين في الوطن.