نعود إلى الانتخابات الفلسطينية، المتوقعة، أو غير المتوقعة. الجواب الحاسم فيها ربما لم يعد فلسطينيا بشكل مطلق، كما يجري في المناطق ذات السيادة الحقيقية. أمس السبت اكتمل بيان فصل مهم منها، فبحسب تصريحات لجنة الانتخابات الفلسطينية، فإن (إسرائيل) أبلغت السلطة أنها لا توافق على مشاركة القدس في الانتخابات. وبدوره أعلن صائب عريقات أنه لا لمرسوم ولا انتخابات بدون القدس، وأكد محمود العالول ما قاله عريقات، وأنكر على الجهات التي تطالب الرئيس بإصدار المرسوم!
لست أدري ماذا ستفعل السلطة، وكيف سيدير محمود عباس المشهد؟! ولكني أدري الآن أنه لا انتخابات قريبة، ولا مرسوم سيصدر قريبا، وأننا داخلون على فترة تأجيل أو تجميد لزمن غير محدد. ولست أدري متى يمكن أن يسمح لسكان القدس بالمشاركة في الانتخابات، وهل رفض دولة الاحتلال رفض مؤقت، أم رفض مؤبد؟! وإن كان مؤبدا ماذا علينا ككل فلسطيني أن نفعل؟! هل نبقى بدون انتخابات، أم علينا تفعيل معركة مع الاحتلال، بإلغاء أو تجميد الاتفاقيات؟! ربما كانت الإجابة في جيب عباس وحده، ولكن من المفيد أن تسأل الفصائل حركة فتح، وقادة اللجنة التنفيذية.
في مسألة القدس كما يقولون في الأمثال: (قطعت جهيزة قول كل خطيب). حيث لم يعد مجال للظن والتخمين والقول في مسألة القدس، وهل أخطأ عباس بجعل (إسرائيل) مرجعية الانتخابات، أم لم يخطئ؟ المهم لا انتخابات في القدس، ولا انتخابات في الضفة وغزة بدون القدس. وعليه فإننا نريد حلا. فمن بطل هذا الحل الذي يمكن أن يرضى عنه الكل الوطني؟!
إذا كانت الانتخابات ضرورة وطنية داخلية مفروضة على الكل الوطني، فنريد لها حلا وطنيا يتفق فيه الجميع، وإن كان قرار الانتخابات مطلبا خارجيا لدول أوروبا، وبالذات فرنسا وألمانيا وهي المانح الرئيس للسلطة ، فما الحلّ الذي يمكن أن تقدمه دول أوروبا، دون المساس بوضعية القدس الوطنية كأرض محتلة؟!
لا توجد حلول سحرية، والساحر لن يخرج من قبعته حلا، والناس في عصرنا الحديث يتعاملون مع الواقع والوقائع المشاهدة، ولا يخدعهم سحرة فرعون بحبالهم وعصيهم، لذا وجب على عريقات وعباس أن يُحدِّثا المجتمع عن حلول واقعية، وأن يخرجا بالمجتمع ومعه من ألعاب السحرة، ومناورات الحبال والعصي، وما بها من أخيلة. الشعب يقول: نحن ننتظركم، ونحن نسمع، فماذا عندكم ؟!