فلسطين أون لاين

نساء فلسطينيات يتحدثن عن تجاربهن الحياتية الناجحة

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي


كان لحديث السيدة رتيبة أهل عن تجربتها في تأسيس حياتها من الصفر في قطاع غزة بعدما لجأت إليه قادمة من مخيم اليرموك قرب العاصمة السورية دمشق، الأثر الأكبر في تحفيز الشابة ولاء جمال على البدء بتنفيذ مشروعها الريادي الخاص متغلبة على فكرة "الواقع صعب".

واختيرت أهل من قبل المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي في غزة، للمشاركة في فعالية بعنوان "اسمَعي صوتِك" بمناسبة يوم المرأة، والتي هدفت إلى كسر الصورة النمطية عن المرأة العربية عبر استضافة عدد من النساء تحدثن عن تجاربهن في تحدي الواقع والوصول إلى أحلامهن.

وقبل خمس سنوات، اضطرت أهل (54عاما) على وقع الحرب السورية الداخلية لترك منزلها وممتلكاتها في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والسفر إلى غزة، لتشرع فور وصولها بتأسيس حياتها وتدبير شؤون عائلتها المكوّنة من ستة أفراد بنفسها بعدما أقعد المرض زوجها.

اتخذت الفلسطينية رتيبة من طهو الطعام والأكلات السورية الشهيرة وتحضير الحلويات الدمشقية المختلفة مهنة توفر لها مصدرا للدخل المالي، رغم أنها واجهت في عامها الأول داخل القطاع الساحلي ظروفا حياتية قاهرة بعدما لم تتمكن من الحصول على المساعدات المالية أو الخدماتية الكافية.

وأثناء وقوف أهل على منصة "اسمَعي صوتِك" قالت: "لم أعرف اليأس وقررتُ المضي قدماً في مشروعي الخاص إلى أن بدأ بالانتشار، على الرغم من أن عملي بسيط جدًا ومعظم الإنتاج من صنع يديّ ومع ذلك أسير في طريق النجاح".

وإلى جوار السيدة رتيبة أهل تحدثت سلوى سرور التي تعمل كسائقة حافلة لـ "رياض الأطفال" التي أسستها منذ 2005، عن تجربتها الشخصية في مواجهة نظرة أفراد المجتمع تجاه مهنتها غير المعتادة، قائلة "كل شيء جديد سيقابل باستغراب، ولكن مع مرور الوقت يصبح الأمر طبيعيا".

أما الأنموذج الثالث فكان خاصا بالصحفية إسراء البحيصي، التي حاولت تلخيص تجربتها من خلال الإجابة عن سؤال ماذا يعني أن تكون المرأة صحفيةً في مهنة المتاعب؟ وكيف يمكن للأنثى أن تحيد أحاسيسها وعواطفها وأوجاعها كزوجة وأم، لتشارك أقرانها في تغطية الأحداث؟

وبينت أن هناك هدفا واحدا يجمعها مع زملائها في مهنة المتاعب وهو إظهار الحقيقة وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية ضد السكان، قبل أن تضيف قائلة "نجاحي في العمل لا يعني فشلي في المنزل أو الدراسة، يجب علينا الموازنة بين جميع المسؤوليات".

وعرضت نهيل مهنا تجربتها كأم وفنانة وكاتبة مسرحية وكيف واصلت العمل بكل الطرق والوسائل ونجحت في متابعة أعمالها خطوة بخطوة، وبينت كيف تسلتهم الأم الفنانة من أبنائها الالهام في عملها، موضحة أنه وعلى الرغم من تراكم المسؤوليات والأعباء لكن الالهام دائمًا ما يكون الحافز للتغلب على هذه الأعباء.

في ذات السياق، تحدثت مستشار "الأورومتوسطي" لشؤون المرأة ، عروب صبح في كلمتها الافتتاحية عن وضع المرأة ودورها في بناء المجتمع ومواجهة التحديات، مؤكدة أن المرأة قادرة على التغيير الايجابي وتربية جيل أفضل، منوهة إلى التحديات الصعبة التي تواجهها المرأة في منطقة الشرق الأوسط كتدني الأجور والبطالة.