فلسطين أون لاين

لن تجنوا غير الندم؟!

لماذا التطبيع مع دولة تحتل الأرض الفلسطينية، ويسكنها عداء تاريخي موروث لكل ما هو عربي وإسلامي؟! (إسرائيل) تحتل فلسطين وتبني أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وكلنا يعرف أنّ هذه القوة معدّة لأعداء (إسرائيل)، لردعهم، وإحباط جهودهم للعودة إلى فلسطين. ولا يخفى على ذي عقل أن العرب، والمسلمين هم أعدى أعداء (إسرائيل)، بل ربما كانوا هم الأعداء الوحيدون لها؟!

هل دول الخليج على وجه الخصوص في حاجة لعلاقات طبيعية اقتصادية وسياسية وأمنية مع دولة تحمل في ضميرها عداوة حقيقية وخالدة لهم كما يتحدث الواقع الحديث، فضلا عما أخبرتنا به السماء من شدة عداوتهم للمسلمين؟!

دول الخليج لا تحتاج دولة الاحتلال لا ماليًا، ولا عسكريًا، ولا أمنيًا، ولا اقتصاديًا، وقد عاشت هذه الدول في مقاطعة مع دولة الاحتلال سنوات طويلة، حتى نكبت الأمة بنكسة ١٩٦٧م، ثم بكامب ديفيد، ثم بأوسلو. ما زلنا نذكر كيف اجتمع الخليج والعرب على مقاطعة أنور السادات ونقل الجامعة العربية إلى تونس عقابا له على زيارة الكنيست والتطبيع مع (إسرائيل).

ليست كلّ دول العالم تدير علاقات طبيعيّة فيما بينها، بل هناك دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع دول أخرى، وأميركا على سبيل المثال هي أكثر الدول مخاصمة للدول الأخرى، والأكثر حصارًا لها وفرض عقوبات دولية عليها. وهذا يعني أن مقاطعة الخليج لـ(إسرائيل) أمر طبيعي، وجزء من سياسة دولية تتحرك فيها الدول للمحافظة على حقوقها. وعليه فلا غرابة أن تقف الدول العربية موقفا مناقضا لـ(إسرائيل) ومطالبا لها بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وكانت مبادرة الملك عبد الله تمثل الحد الأدنى للموقف العربي، فلماذا تتجاوز دول الخليج المبادرة العربية، وتهرول للتطبيع الثنائي مع دولة الاحتلال وبالذات في المجالين الأمني والاقتصادي؟

إنّنا إذا وزنّا الموقف الخليج بميزان العروبة وجدناه موقفا خاطئاً، وإذا وزناه بميزان المصالح الخليجية نفسها وجدناه موقفا خاسرا، وإذا وزناه بميزان التوجيه الإسلامية وجدنا موقفا مناقضا لمنهج الإسلام، ومن ثم نقول بأي ميزان تريدون أن نزن موقفكم وهرولتكم للتطبيع مع دولة تحتل القدس، وتهود ديار العرب والمسلمين، وتحمل لكم عداوة قد لا تطفئها عودة خيبر لهم لا سمح الله لهم. العاقل من يرى المصيبة قبل وقوعها، ويستشعر غضب الله قبل نزوله. لا تهرولوا فلن تجنوا من هرولتكم إلا الندم ؟! ولات حين مندم؟!

المصدر / فلسطين أون لاين