فلسطين أون لاين

اليد الخفيفة على الزناد وأطفال فلسطين ؟!

 

أكدت بشهادات حية منظمة بتسيلم استخدام الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي مما أدى الى قتل واصابة أطفال فلسطينيين دون ان تتعرض حياة الجنود للخطر ودون ان يكون هناك أي داعٍ لاستخدام الرصاص الحيّ. ودون أن يكون هناك أية محاسبة أو مساءلة لأصحاب هذه اليد الخفيفة على الزناد.
عندما تجد في المشافي وفي غرف الإنعاش طفلا لم يبلغ السن العاشرة مسجّى بين الحياة والموت قد أصابه رصاصهم، تحاول فهم هذه الدولة التي تطارد الاطفال برصاص الموت ،لم يكن هؤلاء الاطفال محاربين ولا مخربين! ولا ارهابيين، لم يشتبكوا مع الجنود ولم تدرك عقولهم معنى كلمة حرب ولم يفكروا يوما الا, اللهم احيانا, بإعلان غضبهم على الاحتلال والتعبير عن هذا الغضب بطرق بريئة لا تشكل أي خطر، وغالبا ما يطال رصاصهم المتفرجين من الاطفال فيضرب براءتهم ويخترق عالمهم الطفولي الطاهر النقي الجميل على حين غرّة فيصعق وجدانهم ويدمّر أحلامهم الصغيرة. 
هذا الجندي الذي منحته دولته، هذه الصلاحية العالية في القتل وتوجيه فوّهة سلاحه الى صدور الاطفال الفلسطينيين، كيف يفكر وما هي البنية القيمية التي بنوا عليها هذه الشخصية، من فكّر وخطط ودبّر لينتج ماكينة القتل البشرية هذه ؟ هذا ان دلّ فإنما يدل على أن هذا ارهاب ليس استثناء أو خروجا من السياق وإنما هو ارهاب دولة جاء في سياق دولة قامت على الارهاب، وعندما قامت داعش بما قامت به قامت الدنيا ولم تقعد، ولما توجه هذه الدولة بجنودها الاشاوس نيرانها على الاطفال تمرّ أمور هذا العالم الحرّ مرور الكرام وكأن الذي أصاب أطفالنا بعض لطائفهم وورودهم الجميلة.
ومما سجلت "بتسلم" من اختراق صارخ لرصاص الاحتلال ما أصاب رامي ابو نصر بسن الثالثة عشرة وأمير زبيدة بسن الحادية عشرة من مخيم الجلزون، حيث أضحيا طريحا المشفى بحالة صعبة وقاسية من جراء اصابتهما بالرصاص الحيّ، والادهى وأمر ان هذا الجيش ينكر استخدام الرصاص الحيّ وضحاياه من هذا الرصاص يرقدون في المشافي، وكذلك ضحايا مسيرات العودة التي يرى العالم سلميتها وهدفها الذي لا يتعدى تأكيد حق هذا الشعب الذي هجر من بلده بحقه في العودة.  الشواهد لا حصر لها من اطفال وصلوا الى حافة الموت ومن هم من قضى نحبه خاصة في حالات ادعاء الاحتلال على حمل هذا الطفل لآلة حادّة فيتجلّى رجل هذه الدولة وهو يضرب جسد هذا الطفل الطريّ بنيران مدفعه الرشاش تماما كما يعمل ذئب مفترس أنيابه في جسد أرنب صغير . 
لقد باتت المسألة فضيحة أخلاقية وإنسانية وقانونية لدولة تضرب بعرض الحائط العالم كله دون ان يرفّ لها جفن أو تحسب حسابا لشيء سوى مصالحها وقوة ردعها ، لذلك لم يكن أمام الشعب الفلسطيني الا أن يشتبك اشتباك الحرّ القوي الواعي مع هذا الصلف المجرم الوقح، اشتباكا بكل ميادين الاشتباك وبكل مقاطعه الطولية والعرضية ليحشر في الزاوية وليتضح من هو الضحيّة ومن هو المجرم، بالفعل لم يكن أمام الضحيّة الا أن تكون قوية وعلى أعلى درجات الحضور في خضمّ هذا الاشتباك المستعر.    
 
المصدر / فلسطين أون لاين