فلسطين أون لاين

الأفلام القصيرة فكرة ولقطة ومونتاج

...
غزة/ مريم الشوبكي:

في ظل التطور الإعلامي المرئي الحاصل هناك تنامٍ في صناعة الأفلام القصيرة الوثائقية منها والروائية على مستوى العالم، وفيها يختزل المخرج الفكرة في دقائق معدودة والتي تحقق ايصال الرسالة إلى المتلقي، وهذا يرتكز على عمق الفكرة والسيناريو المحكم والنجاح في حسن استغلال الأدوات التقنية المتاحة.

يمكنك بهاتفك الذكي المحمول أن تصنع فيلما قصيرا، فلم يعد الحكر على استخدام كاميرات ذات جودة عالية في التصوير، فالهواتف الذكية أصبحت توفر لك هذه الإمكانيات، ويكفي أن تكون موهوبا وصاحب فكرة ورؤية اخراجية لتنافس في مهرجانات صناعة الموبايل التي تقام في العديد من دول العالم.

وانطلاقا من أهمية الأفلام القصيرة في نقل القضية الفلسطينية إلى المجتمع المحلي والعربي والدولي، عقدت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بالاشتراك مع مركز فلسطين للتدريب والتطوير الإعلامي التابع لصحيفة "فلسطين"، أمس، يوما تدريبا بعنوان "إنتاج الأفلام القصيرة".

تحدث مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبو شمالة عن تبوؤ فلسطين مركزا متقدما في إنتاج الأفلام القصيرة، أما الدول العربية تتفوق في صناعة الأفلام الوثائقية والدرامية الطويلة.

وبين أبو شمالة أن استقاء الأفكار للأفلام القصيرة يكون من البرامج الصباحية، والأخبار.

ونبه إلى أن الفلسطينيين يحتاجون إلى إنتاج كثير من الأفلام لعرض القضية الفلسطينية في الداخل والخارج.

وقال أبو شمالة: " قديما كانت الدولة هي من تمتلك الكاميرات، واليوم يستطيع أي شخص يمتلك هاتفا ذكيا محمولا جودته أفضل ب200 مرة من كاميرات كانت تستخدم قبل 50 عاما".

وأضاف: "أصبح في مقدورنا صناعة الأفلام، ونمتلك صناعة السينما, والإنتاج يمتلك أدوات قوية قدرتها على التأثير عالية".

وأشار إلى صناعة السينما بالذات الأفلام الدرامية التي تحتاج إلى كاميرا وليست كاميراتين.

ولفت أبو شمالة إلى أن 70% من الفيلم يحتوي على مشاهد تجعل المشاهد يفهم القصة من الفيلم الذي يتم عرضه.

وأشار إلى إنتاج الأفلام يحتاج من الشخص إلى الالتحاق بدورات لتعلم كيفية أخذ اللقطة ومن ثم إعادة التحقق من أنه تم إنتاج الفيلم بشكل صحيح.

وعن الاختلاف الذي حدث في الأفلام القصيرة قديما وحديثا، بين أبو شمالة أن نقل الصوت كان يتم التقاطه قديما عن بعد, خارج إطار الكادر، واليوم صارت الأدوات أسهل وأصبحت متاحة لنقل الصوت عبر اللاسلكي ويمكن إخفاؤها داخل الملابس.

مرحلتا إنتاج

من جهتها بينت مخرجة الأفلام في مركز شئون المرأة اعتماد وشح أن الأفلام القصيرة تمر بمرحلتين ما قبل الإنتاج، وما بعده.

وأوضحت وشح أن الفيلم يبدأ بفكرة، ولكن قبل تبلورها، يجب القيام بعصف ذهني، اسأل نفسك الأسئلة الخمس(ماذا، لماذا، من، أين، متى).

والخطوة التي تليها، قالت إنها تكون بالبحث وجمع المعلومات من الميدان، والحديث مع الأشخاص، وتحدي المكان واستكشافه، ومن ثم كتابة السيناريو.

ولفتت وشح إلى أن الخطوة الأساسية عند تصوير الفيلم تبدأ باللقطات وهي أنواع: اللقطة واسعة كاملة، ولقطة متوسطة، ولقطة ضيقة، وهناك لقطات ثانوية تؤخذ بجانب اللقطات الأساسية، وهذه تعطي إيحاءات للشخصية ومكانتها الاجتماعية.

وأكدت أهمية كتابة وتدوين فكرة اللقطات ووقتها في النهار أو الليل، خارجي، أو داخلي، ومن ثم تخيل اللقطة ومكوناتها.

وشددت وشح على التثقيف بمشاهدة كثير من الأفلام القصيرة، للتعرف على المقدمة والحبكة الدرامية.

وذكرت أن اختيار الشخصيات بدقة للفيلم الوثائقي ينجح الفيلم، مع ضرورة كتابة الأسئلة التي ستوجه إليها، مشيرا إلى الاهتمام بالإضاءة والصوت.

وبعد الانتهاء من التصوير، يتم الانتقال إلى مرحلة ما بعد الإنتاج.

ولفتت وشح إلى أن صناعة الأفلام في غزة ينتقصها كيفية تنفيذ الفكرة، مؤكدة على وجود الإمكانيات والتقنيات الحديثة.

من ناحيته, قال رئيس قسم الدراسات الإنسانية والإعلام في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية د. صخر الشافعي: إن كليته تهتم بالنواحي التطبيقية في موضوع الإعلام وإن هذه المنهجية أصبحت مطلوبة في هذا العصر, ويعول عليها في بناء وتطوير المجتمع, ولذلك  تحرص الكلية على تقديم كل التسهيلات اللازمة للطلاب لتنفيذ مثل هذا النشاط .

وأضاف أن الفيلم القصير هو رسالة تعبيرية ونحتاجها كشعب فلسطيني بشكل كبير ولذا ننصح الطلاب بالاستفادة من هذا اليوم التدريبي.

بدوره, أكد المحاضر في الكلية الجامعية لؤي جودة، أن فريق "تميز" أعد لهذا اليوم التدريبي باعتبار أن موضوع الافلام القصيرة مهم لطلبة الاعلام والمهتمين، مثمنا الاختيار الموفق والرائع للضيوف ذوي مجالات صناعة الافلام فنيا واعلاميا ومهنيا.

ويبذل مركز فلسطين للتدريب والتطوير الإعلامي، جهدا حثيثا في تبادل ومشاركة الخبرات الإعلامية.

واستعرض مدير المركز وائل بنات النجاحات التي حققها المركز خلال التسعة أعوام الماضية منذ افتتاحه في العام 2011م.

وقال بنات: "في إطار الشعور بالمسئولية الاجتماعية تجاه الطلاب والخريجين والإعلاميين خاصة والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، قدم المركز 120 دورة تدريبية منذ ذلك التاريخ بواقع 1800 ساعة تدريبية، استفاد منها 2377 متدربا".

وأضاف: "التدريب العملي استوعب في آخر عامين نحو 100 متدرب ومتطوع داخل أقسام الصحيفة المختلفة، وحصلوا على تدريب مجموعه أكثر من 10000 ساعة تدريبية، تعلموا خلالها مهارات التحرير والتغطية الصحفية الميدانية".

وتمم بنات بأن المركز يستهدف الطلبة الذين لديهم مساقات تدريبية في المؤسسات الإعلامية والخريجين الجدد والإعلاميين الممارسين في مختلف التخصصات الإعلامية.