فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

يوم المعلم، بلا معلم؟!

اثنان يفتخران بك حين تتفوق عليهما، الأول أبوك، والثاني معلمك. ودعنا نتخيل قليلًا أن مجتمعا قام على الأبوة من ناحية، وعلى التعليم من ناحية أخرى. إن مجتمعًا كهذا سيكون مجتمع عطاء، ورحمة، وعلم، وتلكم أسس النهضة والحضارة في العالم.

حين سئلت اليابان عن سرِّ نهضتها بعد هزيمتها ودمار مدينتين فيها قالت التعليم. وحين سئل مهاتير محمد عن النهضة التي حققها لماليزيا الحديثة أرجع ذلك إلى التعليم. اهتم مهاتير بالمعلم فأعطاه راتبًا مجزيًا يتفوق على رواتب غيره من الموظفين، وقد أرسلهم بالمئات لتلقي العلم في جامعات العالم العريقة.

وإذا رجعنا إلى نهضة مصر الحديثة، والتي لم تستكمل طريقها في عهد الضباط، نجدها ترجع إلى اهتمام محمد على باشا بالتعليم، وإرساله البعثات للخارج لجلب علوم الغرب. والمؤسف أن حكامنا العرب يعرفون هذا، ولكنهم يضعون المعلم في أسفل المراتب والرواتب، ويقدمون عليهم الراقصين والراقصات، ومن يسمون أهل الفن؟! لست ضد الفن، ولكن أطمع أن تسوي الدولة بين راتب الراقصة وراتب المعلم.

في فلسطين المحتلة احتفلت السلطة بيوم المعلم، وتحدث اشتية في الاحتفال، وكنت أحسب أنه قد أدرك أهمية المعلم في النهضة التي يزعم أنه يعمل لها على مستوى الوطن، ولكني وجدته يقول للمعلم سنصرف لك مكافأة تصحيح الامتحانات فورًا من العام القادم؟! وسنصرف لك بدل الترقية فورًا من العام القادم؟! وذكر معلم القدس والضفة ولم يذكر معلم غزة؟!

الخلاصة كان الاحتفال باهتا باردا، ولم يجد من يهتم به من المعلمين، لأن ما قيل فيه عن محاولات إنصاف المعلم، لا قيمة له، ولا صدى له بين المعلمين.

كنا نريد أن نسمع صوتا كصوت مهاتير محمد، أو صوتا كصوت اليابان، أو على الأقل صوتا كصوت محمد على باشا، لكن أنى هذا، بل من آين يأتي هذا، وفاقد الشيء لا يعطيه؟! لذا أقول إن أول الانصاف، وأول النهضة هو أن نعترف علنا وعلى الملأ وبدون تردد أن المعلم الفلسطيني مظلوم، وأن رفع الظلم عنه يبدأ بالاعتراف بحقه في التغيير، وبدون هذا الاعتراف، سيتلقى المعلم إبرا تخديرية حول مكافأة تصليح الامتحانات. وإلى اللقاء في احتفال قادم، لنعطيه عظمة أخرى يتلهى بها، وهكذا دواليك.

ورحم الله شوقي لو أدرك حكامنا في يومنا هذا ما قال شعرا في المعلم، وما طلب منا أن نقف له تبجيلا، لأن قلة القول في أذن هذه الأيام، وتلكم الحكام أفضل من الكلام وأبلغ. يوم المعلم مرّ بغير معلم؟! ويوم النهضة بعيد، ولن يأتي بغياب المعلم؟! المعلم في بلدنا الادنى راتبا، والأكثر بطالة ؟!