قد يقول قائل إن ذهاب أحزاب وقوى دولة الاحتلال للانتخابات وللمرة الثالثة، خلال عام واحد، وعدم اتفاقها، هو دليل على قرب الإنهاك الداخلي ومن ثم انتهاء وزوال دولة الاحتلال، وهذا فيه من الصحة الكثير، فالإمبراطوريات العظيمة ترينا قراءة التاريخ أنها كانت تنهار من الداخل وليس بفعل قوة خارجية.
الانهيار من الداخل حذر منه وزير جيش الاحتلال "نفتالي بينت" قبل أيام، وقال إن دولة لليهود لم تعمر قديما أكثر من 80 عاماً، وإن ما يحصل من عدم الاتفاق على تشكيل حكومة والذهاب لانتخابات ثالثة مؤشر خطير على الانهيار والتفكك الداخلي.
كما أن "نتنياهو" وفي اجتماع مغلق في منزله جرى قبل مدة، قال إن هناك خطرا على زوال دولة الاحتلال وقرب نهايتها، لكثرة وزيادة التحديات أمامها.
التنبؤات بقرب زوال دولة الاحتلال عام 2022، بدت وكأنها قد تتحقق مع ما يلاحظ ويقرأ في تفاصيل المشهد الاسرائيلي، مع أن مثل هذه التنبؤات قد لا يؤخذ على محمل الجد في الأوساط السياسية، وكل له حججه وبراهينه، ولا حجر على الأفكار والتحليلات السياسية، اختلفنا أم اتفقنا معها.
ماذا لو قلنا للقارئ ان حكاية زوال دولة الاحتلال ليست حكرا وقصرا فقط على الشيخ بسام جرار والشهيد احمد ياسين، بل إن هناك مفكرين من دولة الاحتلال قالوا بذلك، حيث التنبؤات الإسرائيلية عن اضمحلال (إسرائيل) وانهيارها وهزيمتها من الداخل تصدر عن تيارات فكرية مختلفة.
أفراهام بورغ السياسي الإسرائيلي المخضرم ورئيس الكنيست سابقا، حذر من توافر أسباب زوال (إسرائيل)، حيث يرى بورغ أن (إسرائيل) بنبذها للديمقراطية وتمسكها بعقلية "الغيتو" وإهدارها للقيم الإنسانية، إنما تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية.
يلتقي المفكر المصري عبد الوهاب المسيري في بحوثه ودراساته إلى استنتاج زوال (إسرائيل)، بقوله بأن القوى الاستعمارية اصطنعت (اسرائيل) وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة. هي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية".
أليس علامة فارقة أن مفكري الصهيونية أرادوا ان يحضر ال 20 مليون يهودي لفلسطين، لكن من حضر فقط قرابة خمسة الى ستة ملايين.
بعيدا عن التنبؤات والتحليلات، فإن كيانا وقوة تعتبر قوة خامسة أو سادسة في العالم، لم تستطع مواجهة مقاومة في جنوب لبنان وغزة، وتضطر تحت وقع ضربات المقاومة أن تنهزم وتنسحب وتهدم 22 مستوطنة في غزة، بل وتلاحقها صواريخ غزة في قلب كيانها، لهو كيان هش وضعيف وسرعان ما سيزول .