يبدو أن دولة الاحتلال ذاهبة إلى انتخابات ثالثة. الذهاب إلى انتخابات ثالثة في فترة زمنية قصيرة، هو مؤشر على أمراض داخل المجتمع الإسرائيلي لا يملك المجتمع أخلاقا لحلها. وربما تذكرنا هذه الأمراض بالحالة المرضية التي أصابتهم حين عبدوا العجل، فأمرهم الله بقتل أنفسهم تكفيرا عن عبادتهم العجل، وإشراكهم بالله.
هذه الحالة المرضية لها انعكاس على مجتمعنا الفلسطيني، كما لها انعكاسات داخلية على مجتمعهم الصهيوني، الذي يزداد تعصبا وتطرفا. ربما يكون نتنياهو هو الأقدر على التفاهم مع الأمريكان، وبناء على هذه النظرية تولى الحكم لفترة زمنية طويلة، ولكن بدأت هذه النظرية الآن في الانهيار، ولم يعد اليمين الصهيوني في حاجة إلى من يفهم لغة أميركا، بعد أن تمكنت الصهيونية من إدارة البيت الأميركي من داخله.
إن انتخابات ثالثة تجري في مارس القادم ٢٠٢٠م ربما تتخذها السلطة الفلسطينية ذريعة للتهرب من الانتخابات الداخلية، بدافع انتظار ما يجري في الساحة الإسرائيلية. وربما تزيد هذه الانتخابات من تشنج جنرالات الجيش بحيث تزيد تهديداتهم لغزة، ولبنان، وقد تحدث مغامرات عسكرية ذات أهداف دعائية. ومن المؤكد أن لا تجري حكومة تسيير الأعمال بقيادة نتنياهو أي تقدم في ملف التهدئة، أو الأسرى، أو الحصار، خشية التأثير على الناخب الإسرائيلي.
لا توجد فيما أحسب أي انعكاسات إيجابية للانتخابات الإسرائيلية على الوضع في الضفة، ولا على الوضع في غزة، بل ربما تشهد الانتخابات مزايدات حزبية حول ضم الأغوار، وحول ردع حماس، مع الاعتماد على الجانب المصري في إدارة ملف غزة، والضغط على المقاومة من أجل تثبيت التهدئة. وربما تكون قضية ضم الأغوار أو مناطق C جزءا من الدعاية الانتخابية.
نعم، قد لا تسفر الانتخابات الثالثة عن نتائج مغايرة لنتائج الانتخابات الثانية، وهذ يعني إطالة أمد انتظار الفلسطينيين الذين ينتظرون تحولات الساحة الصهيونية، لا سيما إذا ما راهنت السلطة على انتخاباتهم لكي تتحرك . وإذا لم تسفر الانتخابات القادمة عن نتائج حاسمة، فإن حالة المجتمع الصهيوني المرضية ستتفاقم، وتنعكس سلبا على غزة والضفة، بسبب غياب التوازن في مجتمعهم، وبسبب تزايد حالة التطرف والصراع عندهم، وتوجيه ما بهم من أمراض نحو غزة والضفة للنيل منهما.