فلسطين أون لاين

الكفران بالعشير.. صفة تنسب للرجل أيضاً وليست حكراً على المرأة

...
185950-1.jpg
غزة/ صفاء عاشور:

لطالما اتخذ كثير من الرجال حديث رسول الله "أريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن، قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط" سبباً للانتقاص والإساءة إليها.

ولكن هل ما انطبق على المرأة ينطبق على الرجل أيضاً؟ خاصة أن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب، وهل ينطبق على الرجل صفة الكفر بالعشير والإحسان على غرار المرأة، هذا ما يوضحه لنا الواعظ الديني محمد خلة.

حيث أوضح أن الله سبحانه وتعالى قدس الحياة الزوجية وجعل الزواج رباطا مقدسا بين الزوجين أساسه المودة والرحمة، وأن الله أمر أن تُحترم سنة الزواج من قبل الرجل والمرأة وليس من طرف واحد فقط.

وقال خلة في حديث لـ"فلسطين" إن:" الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بين أن من لا يحترم هذه السنة فيكون قد كفر بها، وهنا ليس كفرا بالله بل كفرا بسنة المودة والرحمة التي تحدث عنها الله في القرآن, وحذر من عدم احترامها".

وأضاف:" في الحياة الزوجية من قام من كلا الطرفين بإنكار وجحود للطرف الثاني فيكون قد كفر بالمودة وليس كفر بالله، مبيناً أن ذكر الرسول الجحود ونسبه للمرأة جاء لأن المرأة هي الأكثر فعلاً لهذا التصرف لذلك نُسب إليها.

ونبه خلة إلى أن الرمز أو الصفة دائماً ما تُلصق بالأكثر ممارسة لها، ولأن طبيعة المرأة حساسة، سريعة الغضب فإنهن يُكثرن الحلف ويكفرن بالعشير، مستدركاً:" ولكن ذلك لا يمنع من اتصاف الكثير من الرجال بهذه الصفات أيضاً".

 وأكد أن الرجال ليسوا مبرأين من تلك الصفات فهناك رجال يكثرون الحلف أكثر من مائة امرأة وينكرون العشير، هناك رجال ينكرون الكثير من حقوق المرأة في الكثير من المعاملات الزوجية مثل البخل الذي يعتبر من الكفر بالعشير.

وأشار خلة إلى أن هناك العديد من الممارسات التي يقوم بها الرجل تندرج تحت الكفر بالعشير مثل: البخل، عدم الإنفاق على البيت، عدم احترام الزوجة، التلفظ ألفاظ بذيئة للزوجة والسب والشتم عليها والقذف، عدم إعطائها حقوقها المالية وغيرها الكثير من الصفات التي تندرج تحت إنكار العشير.

وبين أن الرجل عليه أن يعرف أن المرأة ليست عبدة أو أمة ليعاملها بالجحود بل يجب أن تكون المعاملة متبادلة بالحسنى، وبالتالي من أنكر من الطرفين سواء امرأة أو رجل لفضل الآخر فهو منكر للعشير.