فلسطين أون لاين

الأمان العاطفي.. مفتاح بيد الرجل لسعادة العائلة

...
صفاء عاشور

الشعور بالأمان من أهم متطلبات أي إنسان، في توفير المأكل والمشرب، وفي الحياة والأشخاص الذين يتعامل معهم، ولكن يبقى الأمان العاطفي هو الأكثر طلباً للإنسان، والمرأة والطفل هما الأكثر احتياجًا له.

يشكل الرجل "خيمة الأمان" لأسرته عامة ولزوجته وأطفاله خاصة، ويمثل هذا الأمر أساساً أسريّاً ونفسيّاً واجتماعيّاً، ولكن إن اختفى فإن آثاره ستكون سيئة جدًّا على الأسرة كلها.

التعبير عن العاطفة والحب يختلف بين الرجل والمرأة، فالأول يعمل على توفير الاحتياجات اليومية والاقتصادية والأساسية ومطالب زوجته وأطفاله، وهو يعد كل ما سبق يوفر الأمان العاطفي لأسرته.

ويقول الاختصاصي النفسي إسماعيل أبو ركاب في حديث إلى صحيفة "فلسطين": "أي شيء يشعر الزوجة والأطفال بالاستقرار يكون ضمن منهجية الأمان العاطفي، ولذلك الاختلاف الكبير بين النساء والرجال في التعبير عن هذا الشق أن الرجل يعبر عنه تعبيرًا ماديًّا وملموسًا، بعكس النساء اللواتي يعبرن عنه بالمشاعر والحب والكلمات الطيبة".

وإذا استطاع الرجل أن يوفر الاحتياجات الأساسية فمن وجهة نظره يكون قد وفر الأمان العاطفي لأسرته في المرتبة الأولى، ثم يمكن أن يعبر عن مشاعره بالكلمات وبعض السلوكيات، التي تختلف من رجل إلى آخر، وفق إفادة أبو ركاب.

ويجدر الانتباه إلى أن هناك أهمية أساسية وكبيرة في تعبير الوالدين عن الأمان العاطفي للأطفال –كما يقول أبو ركاب- وإذا كثرت المشاكل الأسرية بينهما يفقد الأطفال الأمان العاطفي، وإذا اختفى التقارب بين الأبوين ينعكس ذلك سلباً على مشاعر الأبناء وسلوكياتهم لاحقًا.

ويذكر أنه قبل توفير الاحتياجات الملموسة والمادية للأسرة والأطفال يجب أن تسود بعض المشاعر، مثل: التقبل، والحب في العلاقة الاجتماعية مع الأطفال، والاحترام المتبادل والاستماع للأطراف، واحترام الرأي وإعطاء الحرية في تفريغ السلوك الانفعالي، مؤكداً أن كل ما سبق ينعكس على الطفل فيما بعد عندما يكبر.

أما فيما يتعلق بتوفير الرجل الأمان العاطفي للمرأة، فيشير أبو ركاب إلى أن الحد الأدنى للأمان لقلب المرأة هو حماية قلبها من الإساءات اللفظية والكلمات الجارحة القاسية، لافتاً إلى المرأة دوماً تتمنى ما هو أكثر بكثير من ذلك لأنها عاطفية بطبعها.

ويفيد بأنه يمكن أن يكون الكلام الطيب والحسن، وذكر مكارم الزوجة واحترامها بين الآخرين، والاهتمام باحتياجاتها الشخصية، وتعزيزها وتكريمها في أي موقف؛ من الأساليب الكثيرة التي تعزز الأمان العاطفي لديها.

ووفق حديث الاختصاصي النفسي، تنظر المرأة إلى هذه الأمور وتفضلها على غيرها من الماديات، وهي قد تصبر على انشغال زوجها، وضيق حاله، إذا استطاع أن يحتويها بلفتات رقيقة وابتسامات حانية وقلب عطوف حنون.

ولو وفر الزوج كل أموال الدنيا لزوجته فإنه لن يعوضها عن إحساسها بخذلانه لها، أو إحساسها معه بعدم الأمان أو أنها معرضة لخطر جرح الكرامة والأذى المعنوي، فذلك يغلق قلبها ويجعل روحها منفصلة عنه، وإن استمرت الحياة بينهما، وهو ما يحذر منه أبو ركاب.