اعتراف رئيس الوزراء د. محمد اشتية أن افتتاح المستشفى التركي سيكون رد الحكومة على افتتاح المستشفى الأمريكي على الحدود مع غزة، بحد ذاته تهمة توجه إلى رئيسَي الوزراء الحالي والسابق؛ تهمة نشر الأمراض، والتعمد في معاقبة أهل غزة، وذلك بنشر الأوبئة والوجع بهدف سياسي.
سنوات من معاناة المرضى، والحكومة تعيق تشغيل المستشفى التركي في غزة لأهداف تنظيمية محضة، هذه الإعاقة المتعمّدة تحرض القانونيين في قطاع غزة والضفة الغربية على رفع قضية ضد رئيسَي الوزراء الحالي والسابق بتهمة نشر الموت والوجع والتأوه والدموع والآهات التي راكمت المآسي لدى أوساط السكان في قطاع غزة، جراء التأخر المتعمد في افتتاح المستشفى التركي.
اعتراف رئيس الوزراء أن افتتاح المستشفى التركي جاء رداً على افتتاح المستشفى الأمريكي سيجبر أهالي قطاع غزة والضفة الغربية على رفع أيديهم إلى السماء، ليقولوا: شكراً للمستشفى الأمريكي الذي نشر فيروس الغيرة، وأطلق عصافير التنافس، فإذا بالمستشفى التركي يتنفس الحياة بعد موت، وينتصب على قدمين من تنافس وتسابق، شكراً للضرة المرة، التي حركت ضرتها، وأثارت فيها الغيرة.
نتمنى على الدكتور محمد اشتية أن يواصل التحدي، وأن يصرف رواتب موظفي غزة كاملة رداً على شنطة الدولارات القطرية، ونتمنى على التيار الإصلاحي في حركة فتح أن يصرف نسبة 30% من قيمة رواتب موظفي السلطة المستقطعة، ليستفز بذلك السيد محمد اشتية، فيقرر صرف الرواتب كاملة، رداً على التيار الإصلاحي، ونتمنى على المملكة الأردنية أن تصدر جوازات سفر لكل الفلسطينيين الذين تحرمهم السلطة من جواز السفر الفلسطيني، لعل مثل هذا الإجراء يستفز قيادة السلطة، وتسارع إلى إصدار جوازات سفر لكل من حُرم حقه في امتلاك جواز سفر فلسطيني.
ولا أبالغ لو قلت: أتمنى على الاحتلال الإسرائيلي أن يطلق سراح مئات المعتقلين والأسرى من سكان قطاع غزة، كي يستفز حكومة دكتور اشتية، وتسارع إلى فتح أبواب المعتقلات، وتطلق سراح مئات المعتقلين في الضفة الغربية.
شكراً لكل من ساهم وساعد وشارك ووافق ودافع عن المستشفى الأمريكي على حدود قطاع غزة، فلولا المستشفى الأمريكي لما صار لأهل غزة بدل المستشفى ثلاثة؛ مستشفى أمريكي يسخر من قيادة مريضة بالغيرة، ومستشفى تركي زخرفوه على عجل، وألبسوه ثياب العرس ليستقبل المرضى والجرحى على وجه السرعة، والشكر لتركيا حكومة وشعباً، ومستشفى ثالث في رفح، وضع حجر أساسه إسماعيل هنية قبل سفره إلى تركيا.
اليوم تأكد لأهل غزة أنهم كسروا الحصار الإسرائيلي، وكسروا عنق العقوبات التي فرضتها السلطة. اليوم تأكد لأهل غزة أن العامل والموظف والتاجر سيجد فرصته في الحياة، مثل مريضهم وجريحهم الذي سيجد العلاج في غزة دون الحاجة إلى مشقة السفر، وانتظار التصريح الإسرائيلي أو موافقة السلطة.