ما زالت المزايدات هي سيدة الموقف بين الضفة وغزة. المؤسف أن هذه المزايدات شاركت فيها جهات رسمية، جمعت اللجنة التنفيذية، ورئاسة الوزراء في رام الله، وجوهر هذه المزايدات الجديدة هو المستشفى الأميركي، والميناء والممر البحري. وذهب اشتية إلى القول : كيف لأميركا أن تكون صادقة في تقديم الخدمة الطبية لغزة، وهي تمنع تقديم هذه الخدمة للقدس؟! وتزعم اللجنة التنفيذية أن الفصائل كلها تعارض إقامة المستشفى؟!
حسنا، أميركا كاذبة، وخائنة للقضية الفلسطينية، وكل شعبنا يعلم أنها تنحاز ( لإسرائيل)، وتدافع عنها، ولكن كم سنة تصرّمت والسلطة، وعباس، واللجنة التنفيذية، يدافعون عن الرعاية الأميركية للمفاوضات؟! ثمّ ماذا فعلت اللجنة التنفيذية للمنظمة لأميركا لخيانتها للمنظمة والشعب الفلسطيني حين نقلت سفارتها للقدس؟! أو حين أعلنت شرعنتها للاستيطان في الضفة؟! ثم لماذا لم تناقش المنظمة الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع نتنياهو من ضم الأغوار؟! وهو يهدد بأنه سينجز ذلك خلال ستة أشهر.
لماذا يركزون إعلاميا على مشفى ميداني متنقل، و لا يطلبون هم رسميا وعمليا من أميركا سحب المستشفى، وهم في نظر أميركا من يمثلون الشعب الفلسطيني؟!، وحماس في نظر أميركا حركة إرهابية؟! (أميركا وإسرائيل) تتعامل مع حماس كحركة إرهابية وتتعامل مع السلطة والمنظمة كجهة تعترف (بإسرائيل) وموقعة على اتفاقية أوسلو، وكشريك سياسي؟!.
صفقة القرن في ضوء التسريبات لا تستهدف غزة، ولا أرض غزة، ولكنها تستهدف بالدرجة الأولى القدس، والضفة الغربية، والأغوار، وبالتالي كيف لمنظمة تحرير مسئولة، وسلطة مسئولة أن تستبدل مركز الحدث لصالح الاحتلال وصفقة القرن، وتشغل نفسها والناس بميناء على ورق مقوى، ومشفى ميداني يمكنها طلب إزالته، كيف ترى فيهما تطبيقا لصفقة القرن، ولا ترى في ضم القدس والاعتراف بها عاصمة جزءا من صفقة القرن؟!، وكيف لا تربط بين تشريع الاستيطان، وضم الأغوار ، وصفقة القرن؟! عريقات قال إن أميركا تطبق صفقة القرن، فماذا فعلت السلطة والمنظمة لمنع التطبيق؟!
كل الشعب الفلسطيني يرفض صفقة القرن، وجله أيضا يرفض اتفاقية أوسلو، وأكثره يؤيد المقاومة، ولا أحد في غزة يحتفل بالمشفى الميداني، ولكن السلطة وإجراءاتها العقابية على غزة، ومنعها الدواء والتحويلات الخارجية هي من ألجأت الغزيين للتعامل الحذر مع المشفى الميداني، عسى أن يجد فيه المرضى علاجا أو رحمة لم يجدوها عند عباس، وعند منظمة التحرير، وعند اشتية وغيره. ، اشتية لا يتوانى عن التضييق على غزة وعلى سكانها بحجة كراهة حماس، وهو في الحقيقة يمارس معاملة عنصرية بين غزة والضفة كانت ساكنة قلبة قديما قبل أن يكون رئيسا للوزراء، وهذا ما يقوله من خالطوه وتعاملوا معه؟! دعوا المزايدات وخاطبوا الشعب بالعلم والمنطق والحجة، فشعبنا الواعي تجاوز هذه الاسطوانة المشروخة؟!