فلسطين أون لاين

"الإعاقة لا تلغي الطاقة"

تقرير الكفيف "مؤمن" يشق طريق "النور" بـ"الحزام البني"

...
غزة/ طلال النبيه:

ثلاثة أشهر فقط هي الخبرة الرياضية في لعبة الكاراتيه التي انطلق منها اللاعب الكفيف مؤمن البيطار، لينافس أبطال العالم في مسابقة دبي الدولية، التي أقيمت في إمارة دبي عام 2016م، محققًا المرتبة الثالثة.

البيطار (19 عامًا) الذي واصل مسيرته الرياضية بعد إنجازه الأول في مسابقة دبي حقق نجاحًا جديدًا بالحصول على الحزام السابع ذي اللون البني في رياضة الكاراتيه، رغم معيقات حياتية تواجهه، اجتازها بإرادة عالية، وطموح كبير.

الشاب الكفيف، الذي أضاء بـ"الكاراتيه" طريقًا من "نور" له، يرجع فضل هذه النجاحات إلى الله، ثم تشجيع أهله وعزيمته العالية، قائلًا: "أنا وأمثالي من ذوي الإعاقة بأشكالها كافة أصحاب إرادة وعزيمة، ولدينا هدف ونسعى إلى تحقيقه".

وبقلب يملؤه الأمل والحب لاستمرار رياضته المفضلة، إلى جانب دراسته العلمية في تخصص العلاقات العامة والإعلام، يمسك الشاب الكفيف يد شقيقته منة، محاولين الوصول معًا إلى حلمهما الرياضي في اللعب برياضة الكاراتيه والتعليق الصوتي الرياضي.

جوائز وطموح

وفاز اللاعب الكفيف بالميدالية البرونزية؛ عقب مشاركته في بطولة "الأهلي" الدولية للكاراتيه بالإمارات، إضافة إلى  حصوله على ميداليات ذهبية وفضية في بطولات محلية في قطاع غزة وأخرى على مستوى الوطن.

ويعمل البيطار خلال دراسته الجامعية مقدمًا لأول برنامج إذاعي رياضي يقدمه كفيف، في شبكة أمواج الرياضية، حمل عنوان "أبطال الإرادة"، قائلًا: "سنحطم كل التحديات والعوائق للوصول إلى هدفنا".

والشاب أحد أعضاء فريق منتخب فلسطين لذوي الإعاقة والكاراتيه الحاصل على المرتبة الثالثة في مسابقة دبي الدولية عام (2016-2017م)، ممثلًا لنادي المشتل الرياضي، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي احتجزه بعد تحقيقه الفوز برفقة مدربه حسن الراعي.

نحو العالمية

وعن بداية حياته الرياضية، في لعبة الكاراتيه، يبين الكفيف أنها بدأت من طريق مركز النور لتأهيل المعاقين بصريًّا، باختياره للمشاركة في دورة رياضية لـ"الكاراتيه" أسبوعين، كانت شعلة للانطلاق نحو العالمية.

ويقول: "خلال الحفل الختامي للدورة اندهش جمهور الحفل من القدرات العالية التي استعرضناها، لتكون انطلاقة جديدة لفريق المكفوفين، في لعبة الكاراتيه"، مشيرًا إلى حصوله خلال سنوات التدريب الأربع منذ عام 2015م على الحزام البني.

آمال ومعيقات على الطريق

ويعبر الشاب عن أمله في توفير البيئة المناسبة لتطوير مهارات ذوي الإعاقة والمكفوفين في قطاع غزة، وتوفير متطلبات اللعبة الرياضية لهم.

ويضيف: "الإعاقة لا تلغي الطاقة، ولدينا قوة لمواجهة هذه التحديات"، مشيرًا إلى ضرورة وجود سيارات نقل خاصة لنقل المكفوفين من جامعاتهم وأماكن عملهم ومؤسساتهم الخاصة وإليها.

ويشدد البيطار على أن رسالته للجميع وكل المسؤولين بذوي الإعاقة عدم تهميش هذه الفئة، قائلًا بكل ألم يعتصر قلبه: "لا نريد تهميشًا، ونحن لدينا طموح وحقوق، وهي ليست منة من أحد".