فلسطين أون لاين

لا رواتب لأسرى البطة السوداء!


اثنان وأربعون يوما مرت على إضراب الأسرى المحررين، واثنان وعشرون مرت على إضرابهم عن الطعام، وأربعة أيام مرت على إضرابهم عن الماء. الأسرى المضربون يطالبون السلطة بصرف رواتبهم، التي هي حق أسرهم وأبنائهم. السلطة لا تصرف رواتبهم لأنهم من المقربين لحركة حماس. أسرى حماس هم أسرى البطة السوداء، أما أسرى فتح فهم أبناء البطة البيضاء! هذا التمييز الحزبي تمييز مؤسف ومعيب، وهو مؤشر على أن الوطن ليس للجميع، وأن المال العام ليس لجميع الشعب، وأن هناك أسيرا شرعيا، وأسيرا غير شرعي!

ومما يزيد الطين بلة، ويجعل فلسطين وطنا حزبيا، أن قوى الأمن الفلسطيني تضطهد الأسرى، وتنصب خياما بجانبهم في ميدان ياسر عرفات وسط رام الله للتشويش عليهم، والتحريض عليهم، ما اضطر الأسرى المحررين إلى نقل خيام اعتصامهم إلى ساحة مركز ثقافي بلدنا تجنبا للفتنة والإيذاء.

السلطة التي تميز بين أسير وأسير، وتحتكر المال لنفسها ولأوليائها، تزعم أنها تريد أن تجري انتخابات حرة ونزيهة وشفافة لتكون رافعة للوحدة الوطنية المنشودة! كيف يمكن للمرء أن يصدق هذه المزاعم، والسلطة لا تبالي بالمضربين، ولا بجهودهم للدفاع عن وطنهم، ولا بتضحياتهم، وتترك الأجهزة الأمنية تضايقهم، وتخيفهم، وتحرض عليهم، ولا تستمع للوساطات الوطنية؟!

إن من يعجز عن حلّ مشكلة الأسرى المحررين، هو أعجز ما يكون عن إجراء انتخابات وطنية شفافة، وأبعد ما يكون عن احترام نتائجها والاعتراف بها إذا ما أجريت، وحققت فيها حماس نتائج كبيرة؟!

"كيف أصدقك وهذا أثر فأسك؟"، مثل عربي قالته الحية لمن غدر بها ونقض العهد، وقطع ذيلها، فكيف نصدق أن مستقبلا وطنيا مشرقا على قاعدة الشراكة الوطنية قادم لنا بعد الانتخابات، وأثر فأس التمييز أو الغدر بيّن ظاهر في قطع رواتب الأسرى المحررين، وأعضاء التشريعي، وبعض الوزراء، وكثير من الموظفين.

أصلحوا ما تقدم، وما أضرب الناس لأجله، وأعطوا كل ذي حق حقه بالقانون، فإن قدمتم بين يدي مزاعمكم حول نجواكم في الانتخابات القادمة صدقة وطنية تساوي بين أسرى الفصائل ، يمكن أن نصدقكم قليلا ، وإن عجزتم عن هذه، فأنتم أعجز في غيرها مما هو أكبر منها. كل التحية والتأييد الوطني للأسرى المحررين المضربين عن الطعام، وإن الفرج مع الصبر، ولن يغلب عسر يسرين البتة.

المصدر / فلسطين أون لاين