أكد محللان سياسيان على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ممثلة برئيسها بنيامين نتنياهو، تعاني من ضغوط قوية يفرضها عليها الشارع الإسرائيلي وأهالي الجنود المأسورين في غزة، الذين يطالبون بمعرفة معلومات عن مصير أبنائهم المجهول، حتى بات هذا الملف كسيف مسلط على رقبة نتنياهو.
وكان المندوب الإسرائيلي في الولايات المتحدة داني دانون، قال للمندوبة الأمريكية قبل أسبوعين: لن نسكت ولن يهدأ لنا بال حتى نستعيد جنودنا من غزة، في حين أكدت وسائل الإعلام عبر العديد من التقارير الصحفية تخوف نتنياهو من هذا الملف.
يذكر أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت في 20 يوليو/تموز 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي "شاؤول آرون"، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال شرق مدينة غزة، وبعد يومين، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بفقدان "آرون"، لكنه رجح مقتله خلال المواجهات مع المقاومة.
ملف مطروح
المحلل السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية، صالح لطفي، يرى أن ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس هو ملف مطروح بقوة على الساحة السياسية الإسرائيلية بغض النظر عن الحالة الحزبية التي تعيشها الساحة السياسية الإسرائيلية، بسبب اليمين أو اليسار.
وقال لطفي في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الجنود الإسرائيليين الأسرى هم بالنسبة للإسرائيليين مقدمة في حالة الدفاع التي تمارسها (إسرائيل) عن نفسها – وذلك حسب زعمها- أمام المقاومة الفلسطينية".
وأوضح أن "المرجعية السياسية في دولة الاحتلال وكذلك استطلاعات الرأي تكشفان عن أن وجهة الحكومة الإسرائيلية الأساسية هي استعادة هؤلاء الجنود إلى أهاليهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا".
وتابع لطفي: "بنظرهم هؤلاء الجنود دخلوا معركة تنفيذاً لقرار سياسي ولذلك مهم إعادتهم"، مشيراً إلى أن تقرير مراقب دولة الاحتلال الذي صدر الأسبوع الماضي عمل على تغذية هذا الملف من جديد وتداعياته لا تزال مستمرة في المجتمع الإسرائيلي.
وذكر أن نشرات الأخبار التي بثتها القنوات العبرية أول من أمس كشفت عن تدني نسبة التأييد لنتنياهو واتهامه بالمسؤولية المباشرة عن حرب 2014، وبالتالي فهو المسؤول أمام المجتمع الإسرائيلي عن عودة هؤلاء.
ولفت النظر إلى أن مطالبة المستوى السياسي الإسرائيلي للأمم المتحدة بالتدخل لعودة هؤلاء الجنود، مؤشر يحمل دلالتين، الأولى هو رسالة للداخل الإسرائيلي بأن الحكومة مهتمة في الموضوع وليس كما تحدث الإعلام العبري في الأسابيع الأخيرة، وإشارة ثانية وهي أن حركة حماس التي لديها هؤلاء الجنود قد تكون على استعداد للدخول في مفاوضات.
وبين أن الاعلام الإسرائيلي في الآونة الأخيرة أقر عدة مرات بوجود جهات ألمانية تتواصل مع المقاومة في غزة للتوصل إلى صفقة تبادل، متوقعاً أن يتم إعادة السيناريو الذي حصل عندما أسرت المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006.
ملف ضاغط
وفي سياق متصل، يرى راسم عبيدات، الكاتب والمحلل السياسي المقدسي، أن ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس هو ملف ضاغط على الاحتلال الإسرائيلي خاصة وأن أهاليهم غير متأكدين من مصيرهم.
وقال عبيدات في حديث لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يحاول بشتى الطرق الحصول على معلومات عن مصير جنوده وربط هذا الأمر بأكثر من قضية سياسية وخدماتية كتحسين ظروف الحياة في غزة في سبيل الحصول على معلومات".
وتابع: "هذا العرض أعتقد أنه لم يلق قبولاً من الفصائل الفلسطينية، خاصة وأن الاحتلال لا يلتزم بأي عهود وخير دليل على ذلك صفقة وفاء الأحرار, حيث أعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقال ومحاكمة عدد من الأسرى المفرج عنهم في الضفقة من أبناء الضفة الغربية".
ويرى عبيدات أن الاحتلال الإسرائيلي يتعرض لضغوطات قوية، وهو ما دفعه للسعي للحصول على المعلومات عنهم، داعياً حماس للثبات على موقفها حتى يستجيب الاحتلال إلى مطالب المقاومة وقبلها الإفراج عمن تم إعادة اعتقالهم من الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار.