فلسطين أون لاين

تقرير جرائم المستوطنين في الضفة.. هجمات منظمة ضد الفلسطينيين

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

تصاعدت جرائم المستوطنين اليهود، خلال الشهور والسنوات الماضية، ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ولم تعد تقتصر على مزارعين أو قرى نائية، بل وصلت التجمعات السكنية في خطوة تعد الأخطر في جرائمهم.

وأضحت جرائم المستوطنين واعتداءاتهم اليومية بحق المواطنين وممتلكاتهم، تتسم بـ"المنظمة" و"الممنهجة" بخلاف سنوات عديدة.

وأقدم مستوطنون يهود، فجر أمس، على حرق وإعطاب نحو 50 مركبة تعود لمواطنين فلسطينيين، كما خطوا شعارات عنصرية على جدران عدد من البلدات شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقال رئيس بلدية قراوة بني حسان، سامر ريان: "لم يسبق حرق مستوطنين بركسات الأغنام للمزارعين الفلسطينيين، وأما اليوم أصبحنا نشاهد هذا الإرهاب بشكل متكرر عبر خط الشعارات وإعطاب إطارات السيارات".

وذكر ريان لصحيفة "فلسطين" أن اعتداءات المستوطنين بحق سكان بلدة قراوة بني حسان تكررت مرتين خلال أسبوع.

وأضاف: "سابقا كانت الخنازير البرية تهدد المواطنين أما اليوم فقد أضيف لها إرهاب المستوطنين في المستوطنات القريبة".

ووافقه التوقع، المواطن عزام منصور (55 عاما) من بلدة دير إستيا قائلا: "لم نتوقع قيام هؤلاء المستوطنين بجرائم منظمة".

وقال منصور لصحيفة "فلسطين": "الأوضاع تزداد خطورة في ظل جرائم المستوطنين المنظمة".

من جهته، قال رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان إن "نحو مائة مزارع من البلدة يحرثون أراضيهم في واد قانا يعيشون حياة مليئة بالرعب جراء تصاعد جرائم المستوطنين".

وأشار زيدان إلى جرائم الاحتلال والمستوطنين بحقهم، فيرفض الأول ترميم منازلهم فيما يشن المستوطنون بين حين وآخر هجمات منظمة على أراضيهم الزراعية ويقومون بسرقة محاصيلها.

وكانت عائشة الرابي من قرية بديا في محافظة سلفيت، أم لثمانية أبناء، استشهدت في الثاني عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2018م، بعد أن ألقى مستوطن صخرة على المركبة التي كانت تستقلها مع زوجها وابنتها (9 أعوام) في طريقهم إلى قريتهم، فاخترقت الجزء العلوي من الزجاج الأمامي، وأصابتها بقوة في رأسها ما أدى إلى استشهادها على الفور أمام ناظري عائلتها.

وقال المواطن محمد شتات (58 عاما) إن جريمة الشهيدة الرابي تدلل أن المستوطنين  انتقلوا من مربع الالتزام بمستوطناتهم والخوف من السير على الطرقات إلى مربع الهجوم ومهاجمة الفلسطينيين على الشوارع وداخل البيوت والتجمعات السكنية.

وفي السياق، قال الناشط الفلسطيني محمد زيد: "إنه بلا شك أن هناك تطورا خطيرا من قبل المستوطنين، فهم يشعرون اليوم أنهم اصحاب دولة ويمتلكون الأسلحة وطاقم حراسات مزود بتقنيات".

وأشار زيد في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى تضاعف أعداد المستوطنين في المستوطنات والتجمعات الاستيطانية المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

ولفت إلى أن مستوطنة "أريئيل" تحولت إلى مدينة أكبر من مدينة سلفيت من حيث عدد السكان والمساحة والقوة الاقتصادية.

وأضاف: "نحن أمام دولة مستوطنات ارهابية تخنق الفلسطينيين في أرضهم ومنازلهم".

يُشار إلى أن عصابات "تدفيع الثمن" اليهودية المتطرفة ارتكبت اعتداءات مشابهة بحق المواطنين وممتلكاتهم في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، دون ملاحقة من سلطات الاحتلال، ورغم انتشار آلاف الكاميرات التابعة للاحتلال في كل مكان.

وهذه العصابات هي مجموعات من المستوطنين المتطرفين تجمعها بُنية تنظيمية مشتركة، للقيام بأعمال عدائية ضد الفلسطينيين.