فلسطين أون لاين

أهم من المكتوب والشفوي نية وعزم

لماذا يريد قادة من فتح موقفا مكتوبا من حماس؟! حماس أعلنت مرارا أنها مع الانتخابات الحرة النزيهة، وأنها تعمل على إنجاحها. رئيس لجنة الانتخابات نفسه قال: تلقيت ردودا إيجابية من حماس، وموقفها ذلل العقبات أمام مرسوم الانتخابات. وبناء عليه من حق المراقب أن يسأل: لماذا يريدون موقفا مكتوبا؟! وهل إذا امتنعت الجهاد والشعبية مثلا عن الانتخابات يريدون منهما موقفا مكتوبا؟!

لست أدري ما هي أسباب الطلب! ولا أستطيع تخمينها! وهل إذا امتنعت حماس عن الكتابة واكتفت بما قالته لحنا ناصر ستتعطل الانتخابات؟! هل هذا الطلب جاد في ذاته، أم تمحك بلا مبرر؟! أرجو من حسين الشيخ أو غيره أن يكشفوا عن حكمة طلبهم رسالة مكتوبة؟! هذا إذا افترضنا أن لكل طلب حكمة.

في تصريح لافت للنظر، تقول حماس إنها لا تمانع ترجمة موقفها المعلن والمقدم لحنا ناصر إلى رسالة مكتوبة، حتى وإن لم تقف على حكمة الطلب. من يعلن موقفا على الملأ وفي الإعلام لا يتردد في التعبير عن موقفه كتابة، لا سيما أن حماس استجابت لكل مطالب عباس بلا استثناء، ولم تسمع من عباس أدنى استجابة لمطالبها لا شفهيا ولا كتابة؟!

حماس تحدثت على لسان الناطق الرسمي أنها تريد حرية إعلام في الضفة. وحرية ترشح وتنقل ودعاية، ولم تسمع ردا، وإن كانت الوقائع في الميدان تحكي إجابة سلبية، فعلى سبيل المثال حجبت السلطة موقع صحيفة فلسطين أون لاين عن النت لأنها تصدر في غزة ، وهي تمنع توزيع الصحيفة ورقيا في الضفة، في حين تسمح حماس بتوزيع جميع صحف الضفة في غزة! هل ثمة شيء أعظم من هذا دليلا على قمع الحريات الإعلامية، وأنه لن تتوفر في الضفة حرية لحماس؟! ثم إن حماس تطالب بأن يسلّم التشريعي القائم الموقع للتشريعي القادم، وتطالب بإعادة صرف رواتب أعضاء التشريعي، وعدم تعطيل عمل التشريعي القادم، ولم تتلقَّ أدنى إجابة عن هذا المطلب لا شفهيا ولا كتابة؟! ويقولون نريد من حماس جوابا مكتوبا!

ما رأيكم أن يحدث تبادل أجوبة مكتوبة حتى تتضح الطريق، وتزول الشكوك، وندخل للانتخابات على مياه بيضاء كما يقولون في حالة الصفاء. نحن نعلم أن المواطنين يتشككون في قيام الانتخابات، يتابعون فصول المناورات، ولكي نريحهم إن كان المسؤولون جادين في توجهاتهم يجدر بهم أن يتبادلوا الرسائل، بما ينشر الصفاء! وهذا يتمّ إذا حسنت النوايا، وصدق العزم.

المصدر / فلسطين أون لاين