فلسطين أون لاين

قِ أطفالك ينجوا من أمراض الشتاء

...
غزة/ أسماء صرصور:

تقلبات فصل الشتاء تستلزم حرصًا إضافيًّا من الأهل على صحة أطفالهم ووعيًا، من منطلق "الوقاية خير من قنطار علاج"، فكثير من الأمراض نستطيع أن نتجنبها بمجرد اتباع بعض النصائح والتعليمات.

وفصل الشتاء معروف بتقلبات الجو ودرجات الحرارة، ومجموعة من الأمراض، غالبيتها تصيب الجهاز التنفسي للأطفال، وهنا تكون الوقاية بما يخص هذا الجهاز، وهو ما يوضحه اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة د. أحمد شتات لصحيفة فلسطين.

عوامل ومسببات

يقول شتات: "بداية إن انتشار الأمراض في فصل الشتاء يعود في الأساس لانخفاض درجة الحرارة، ويتأثر بها الطفل خاصة لأن مناعته أضعف من الكبار"، مشيرًا إلى أن هذه المناعة قد تتأثر بدرجات الحرارة، لكونها مهمة جدًّا لعمل جهاز المناعة والأجهزة الحيوية في الجسم، فارتفاعها أو انخفاضها يؤدي إلى اضطراب جهاز المناعة، ويسهل دخول العدوى.

والعامل الثاني –وفق قوله- الرطوبة، إذ يحرص الأهل على إحكام إغلاق البيت في فصل الشتاء للحفاظ على حرارة المنزل، وهذه عادة ليست صحيحة، فمن الضروري تهوية الغرف والبيت، مهما كانت درجة الحرارة، لأن الرطوبة بيئة جيدة لانتشار الفيروسات والميكروبات داخل البيت.

وينبه إلى أن العامل الثالث كثرة الاكتظاظ في المنازل، فمن عاداتنا المجتمعية –كما يقول- أننا نتجمع في فصل الشتاء، ويكون عدد الأشخاص أكثر من اللازم، ويكون هناك أطفال، وقد تكون هناك ميكروبات في الجهاز التنفسي لأحد الكبار، لكنها ليست ممرضة له، وإذا انتقلت عبر الجو لهذا الطفل تمرضه مباشرة.

إذًا كيف يتصرف الأهل إذا ما أصيب الطفل بهذه الأمراض؟، يجيب: "أغلب هذه الأمراض قد تصيب الجهاز التنفسي العلوي، مثل: الرشح والأنفلونزا والتهابات الحلق والجيوب واللوزتين والأذن، وهناك التهابات نزلية، وقد تؤدي إلى إصابة الجهاز التنفسي السفلي والتهابات الرئة والقصبة الهوائية، وهذه تكون أصعب في الأمراض".

كذلك تزداد فرص المرض –يتابع اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة- عند الأطفال الذين يعانون الالتهاب الرئوي أو حساسية الصدر أو لديهم أزمة، وفي فصل الشتاء إذا لم ينتبه لهم فقد تخرج حالتهم عن السيطرة.

ويشدد على أن التهابات الشعب الهوائية تكثر عند الأطفال، خاصة حديثي الولادة لغاية ستة أشهر، وكلما قلت سن الطفل أصبحت الأمور أصعب، مضيفًا: "كل هذه الأمراض أسبابها فيروسية بمعنى أنها ليست بكتيرية، ولا تحتاج لمضادات حيوية ولا ذهاب إلى المستشفيات".

ويتابع شتات: "هذا يحتاج إلى فهم الأهل وزيادة الوعي بهذه الأمراض، والوقاية منها وقاية صحيحة"، مشيرًا إلى أن كل مرض له طريقة تعامل، لكن غالبيتها تعتمد على تحسين مناعة الطفل وتحسين تغذيته، وعمل ضبط لدرجة حرارة الطفل، والمحافظة على نظافة المجرى التنفسي بالأخص في الأنف عبر القطرات الأنفية.

ويلفت اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة إلى أنه في حال أصيب الطفل، فالعلاج سهل بتركيز الأم على الرضاعة الطبيعية للأطفال الرضع، والانتباه لكمية المضادات التي تعطيها للطفل.

فيروسية لا بكتيرية

ويشدد على أنه لابد من الاهتمام بأساسيات عامة داخل البيت، من تهوية الغرف وعدم زيادة التدفئة، لأن زيادة درجة الحرارة تؤدي إلى جفاف في الجهاز التنفسي وضعف المناعة، ما يمكن أن يؤدي إلى سهولة دخول الفيروس للجسم.

وينبه إلى أهمية الاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي، وعدم مخالطة المصابين، وإبعاد الطفل عن أماكن الاكتظاظ، وعدم تقبيل الطفل تحت ستة أشهر، خاصة في فصل الشتاء.

"وإذا كان الطفل متعبًا ولديه أعراض رشح أو سخونة، يجب توفير الراحة له وتجنب إرهاقه" يقول اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة"، متابعًا: "والتغذية الصحيحة والسليمة والمتوازنة لهذا الطفل، لتقوية جهاز المناعة لديه".

ولما كانت غالبية الامراض الشتوية هي أمراض فيروسية، يوضح أنها قد لا تحتاج إلى مضادات حيوية، وإذا احتاجت فتكون فقط عبر الوصفة الطبية، التي لا تعطى إلا في حالات استثنائية عندما يشعر الطبيب بوجود مضاعفات أو دخول البكتيريا مع الفيروس، أو عدم تحسن حالة الطفل في مقاومته لهذا الفيروس.

ويشدد على أنه يمنع منعًا باتًّا استخدام أدوية ضد السعال للأطفال ما دون السنتين، لأن كثيرًا من هذه الأدوية قد تكون محفزة للبكتيريا عندما نحرم هذا الطفل السعلة التي أوجدها الله لحمايته، وطرد الفيروس عبر السعلة وإخراج البلغم، فبوقف هذه السعلة نحرم الطفل الشفاء والتداوي عبر الجهاز الدفاعي.

وعن استخدام خافض الحرارة يقول شتات: "إذا كانت حرارة الطفل ما تحت 39 درجة نستخدم بالأساس الباراسيتامول والإيبوبروفين، إضافة إلى الكمادات وتخفيف الملابس عند الطفل لخفض حرارته".

ويشدد على أن قياس الحرارة مهم جدًّا، وألا يكون باليد، بل باستخدام مقياس الحرارة الترمومتر الزئبقي، في فتحة شرج الطفل إذا كان حديث الولادة، أو من تحت الإبط، مع الانتباه للفرق في درجة الحرارة.

وينبه شتات إلى أن قطرات الأنف للأطفال المصابين بفيروسات الجهاز التنفسي العلوي مثل الرشح وغير ذلك هي قطرات متعددة الأنواع منها قطرات تستخدم للأطفال ما دون ستة أشهر، وهناك قطرات يمنع استخدامها للأطفال ما دون ستة أشهر.

ويكمل: "هناك قطرات أنف تؤدي إلى ارتباط الطفل بهذه القطرات، لذا يجب عدم الإفراط في استخدامها إلا في أضيق الظروف، وهذه القطرات تؤثر على فتح مجرى الهواء"، مشيرًا إلى أنها تستخدم للأطفال فوق ستة أشهر عندما يريد أن ينام أو يرضع أو يأكل، لكن دون إفراط في استخدامها.