بثت قناة إسرائيلية قبل ايام برنامجا عن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على حركة حماس داخل فلسطين وخارجها .. بهدف منع المقاومة من امتلاك قدرات عسكرية متميزة ومحاربة جهود حماس في الحصول على تكنولوجيا متطورة.. تمكنها من تحسين وتطوير أدائها وتجعلها قادرة أكثر على ايذاء الاحتلال.
ويستعرض البرنامج الجهود التاريخية التي بذلتها حماس من أجل تطوير بنيتها القتالية ..ويتوقف عند التعاون القائم بين مكونات الحركة في الداخل والخارج من أجل مراكمة عناصر القوة..
لكن البرنامج يسهب في ذكر جهود حماس خارج فلسطين في التزود بالوسائط المختلفة ونقلها للداخل واجراء التجارب أو توفير المستلزمات من عالم واسع.. ويؤكد (كما هو معروف حتما) وجود قرار إسرائيلي عالي المستوى بملاحقة كوادر الحركة ومنعهم بشتى الوسائل.. اغتيالا أو اختطافا.. من تحقيق اهدافهم.
إنّ استراتيجية حركة حماس هي استراتيجية مقاومة.. والحركة تحمل مشروع المقاومة بكل فخر وأمانة ووعي ومسؤولية.. وهي تدرك طبيعة هذا الصراع وخلفياته وجذوره ومآلاته.. والحركة تعرف طبيعة هذا الاحتلال وخصائصه ومصادر القوة ونقاط الضعف عنده.
والحركة برؤيتها وقيادتها وكوادرها وعناصرها جادون جدا في مواجهة الاحتلال.. ويقومون بذلك بقناعة وإيمان يعلمون ما ينتظرهم من مكاسب وخسائر في اطار التضحيات المعلومة.
كما ان الحركة موحدة برؤيتها ومكوناتها التنظيمية والمؤسساتية ووحدة قرارها في مواجهة الاحتلال والتصدي له ومواجهته.. والحركة ثابتة وواضحة جدا في هذا المسألة.. لا بل ان الحركة استطاعت بجهودها في الداخل والخارج تطوير قدراتها ورفع جهوزيتها وهي تواصل هذا الجهد.
وإن الحركة تدرك ان هناك صعوبات وتضحيات كبيرة ستدفعها.. لكنها تدرك ايضا ان هذه التضحيات ستساهم في تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية وبناء الدولة المستقلة وتحقيق عودة اللاجئين.
على الاحتلال أن يفهم (وهو مدرك بالتأكيد) أن قرار مواجهته لدى حركة حماس هو قرار نهائي وأن فكر حركة حماس العقائدي ورؤيتها الوطنية الشاملة تجعلها في موقع المواجهة الدائمة مع الاحتلال.. وهذا هو اليوم أكثر ما يميز الحركة التي تجعل مواردها وامكانياتها تصب في استراتيجية المقاومة.. وأن قضية الاستسلام والاعتراف والتسوية خارج حساباتها.
ولعل الاحتلال هو ذاته أكثر الأطراف وعيا وادراكا لدور حماس في توظيف العقول والساحات من أجل الحاق الخسائر به.. تمهيدا للتخلص منه نهائيا.
إن أسماء الشهداء أو الأسرى الذين ذكرهم البرنامج والذين لم يذكرهم.. هم رجال من قافلة العز والكرامة.. من الشعب الذي حمل راية الثورة والمقاومة وهؤلاء يسير خلفهم اليوم رجال كثر.. يحملون المشروع بإيمان وثبات.. يتعلمون من التجارب.. ويملكون رؤية ثابتة واثقة بالنصر والتحرير.
إن هذا البرنامج الذي تم بثه يحمل الكثير من الرسائل السياسية والعسكرية والامنية.. لكن أهم ما يحمله سواء أعلن عنه أم لم يعلن أن الاحتلال يخشى هذه الخطوات ويخاف من هذا المشروع.. ويرتعب من حجم ما يتحقق من إنجازات.
وإن الاحتلال يطارد ويلاحق رجال حماس لأنه يدرك انهم لا ينامون الليل من اجل تحقيق اهدافهم.
إن من حق حماس ان تفتخر بما جاء في البرنامج.. وأن تعتز بما بذله رجالها من توفير الجهوزية للدفاع عن الارض والانسان والمقدسات وما قدموه من تضحيات..
من واجبي هنا ان اقول للاحتلال وان اذكره بما قاله الشاعر محمود درويش:
وحبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل
فالشهداء عز الدين الشيخ خليل ومحمود المبحوح ومحمد الزواري وفادي البطش والشهيد الحي محمد حمدان سنابل نبتت في أرض فلسطين.. ستزهر مجدا و انتصارات..