فلسطين أون لاين

مشاهدات من العدوان (2)


(4) "لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"

فطرة الله في خلقه أن تختلف العقول والتوجهات، ولهذا من الطبيعي أن نجد وجهات نظر متباينةً حتى في أصعب الظروف وأكثرها اشتدادًا، وإن ما شاهدناه من اختلاف بين الناس في الأمور المتعلقة بالتصعيد الأخير لهو أمر طبيعي لابد أن يحدث، وهذا لا يعني أن المختلفين غير متفقين على المبادئ العامة التي تجمع الكل الفلسطيني، لكن الاختلاف يكمن في بعض التفاصيل والحيثيات التي يراها كل شخص وفق إطاره الدلالي (كما نسميه في عملية الاتصال)، والإطار الدلالي هذا يعكس الخبرات والمعتقدات والظروف المحيطة، وبناءً عليه يتخذ الإنسان قرارًا بشأن ما يراه.

مهم أن نؤكد أن اختلافنا صحي ولا مشكلة فيه، والأهم أن نؤكد أنه مهما اختلفنا فلابد أن نبقى متفقين على الوحدة واللحمة والاصطفاف خلف المقاومة.

(5) إنما النصر ثبات وصبر

إن قسنا النصر أو الهزيمة بالأمور المادية والخسائر البشرية والأهداف الميدانية، فنحن وقعنا في فخ كبير، فعدوُّنا هو من أقوى الترسانات العسكرية في المنطقة، ونحن –وإن طورنا قدراتنا- نعد شعبًا أعزلَ أمام ما يملكه، لذا ليس صوابًا أن نقارن خسائره بخسائرنا ونبدأ بالقياس والتعليق، لأن النصر هو نصر ثبات وصمود، والاحتلال عبر كل اعتداءاته التي شنها على القطاع أراد استئصال جذوة المقاومة، وطمس روح التحدي لدى الشعب الفلسطيني في القطاع، فهل نجح في ذلك؟، بل هل سينجح يومًا؟، وفي المقابل ألا يشكل كل رد طبيعي على عدوان الاحتلال خوفًا أكبر لمستوطني الأراضي المحتلة؟، بل ألا تكون كل جولة مدعاةً ليفروا إلى المدن البعيدة عن رد المقاومة، هذا إن لم نقل إنهم يفرون إلى خارج فلسطين المحتلة بلا عودة؟

(6) الرصاصة لا تقتل واحدًا

من المهم التذكير أن الرصاصة/ الصاروخ لا يقتل شخصًا أو اثنين، بل مع كل شخص يستشهد هناك أناس آخرون مرتبطون به يموتون ألف مرة باستشهاده، فتلك زوجة فقدت زوجها، وهذه ابنة استيقظت على فقد والدَيْها، وهذه أم فقدت أبناءها في لحظة، وما أكثر هذه المشاهد!، فعندما يستشهد أحدهم هناك من خلفه من يكونون بحاجة للدعم والإسناد، لذا واجبنا أن نلتف حول أهالي الشهداء، وحول الجرحى، ولابد أن نكون لهم أهلًا بعد أن فقدوا أهلهم وأحبابهم.

في النهاية حمدًا لله على سلامتكم جميعًا، وحمدًا لله على نعمتَي فلسطين والمقاومة.