رغم كثرة الأخبار والتصريحات التي تغزو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا حول مجريات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن المتتبع لتلك المواقع يلحظ انضباطًا في عملية نشر وتداول المعلومات لا سيما تلك التي تحمل رواية إسرائيلية.
وأظهر رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينيين التزامًا في عملية نشر المعلومات والصور المتعلقة بأماكن القصف وأسماء وأعداد الشهداء والتعامل بحذر مع الرواية الإسرائيلية.
ومما لا شك فيه أن الاحتلال يسعى جاهدًا لبث حالة الخوف والقلق في صفوف المجتمع الفلسطيني، وزعزعة استقراره بنشر الأخبار المفبركة،للنيل من صمود المواطنين والتأثير على جبهة المقاومة.
مسؤولية اجتماعية
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، أكد وجود انضباط لدى النشطاء وبعض صفحات مواقع التواصل في عملية نشر الأخبار باستقائها من مصادرها الرسمية والتعامل بروية مع رواية الاحتلال.
وأوضح معروف في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن هذا الانضباط ناتج عن شعور النشطاء بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، وحملات التوعية والتثقيف التي نفذها المكتب الإعلامي خلال الفترات الماضية.
وقال: "نلمس خلال هذا التصعيد أن هناك زيادة في الوعي لدى المواطنين من مخاطر نشر الشائعات بغرض الحصول على سبق صحفي دون الانتظار للمعلومات الرسمية".
وأضاف: "دائماً نسعى لرفع مستوى تثقيف المواطنين والنشطاء خاصة، وتوعيتهم من مخاطر النشر العشوائي على الحالة المجتمعية في القطاع، خاصة في أوقات الطوارئ".
وبيَّن معروف أن المكتب الإعلامي سيواصل المتابعة والملاحقة القانونية لمن يُصر على الوقوف إلى جانب الاحتلال والإضرار بالمجتمع الفلسطيني، منبهًا إلى ضبط بعض الحالات التي تُصر على القيام بأدوار مشبوهة تخدم الاحتلال.
وشدد على أن المكتب سيواصل ملاحقة كل من يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في المجتمع الفلسطيني خاصة في أوقات الطوارئ والتصعيد، لافتاً إلى أنهم سيستخلصون العِبر من أي فترة تصعيد.
وثمَّن استجابة الكثير من النشطاء والمواطنين لنداءات ضبط النشر وعدم التعاطي مع الأخبار المغلوطة، مؤكدًا أن الأمر يُفشل مخططات الاحتلال ويزيد من لُحمة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن هذا الانضباط يعين المقاومة بتماسك الجبهة الداخلية والحاضنة الشعبية، الحصن الأول للدفاع عنها.
وأيَّد ذلك المختص في التوعية المجتمعية والإعلام محمد أبو هربيد، بتأكيده وجود تنامي في وعي النشطاء عند التعاطي مع الأخبار الإسرائيلية.
وأرجع أبو هربيد في حديث لـ"فلسطين" ذلك إلى تحلي النشطاء بالمسؤولية الاجتماعية وزيادة الثقافة والوعي تجاه أبناء المجتمع الفلسطيني.
وبيَّن أن عدم الانجرار وراء روايات الاحتلال ينشر حالة من الهدوء وعدم القلق في صفوف المواطنين، ويقطع الطريق على الاحتلال لضرب الجبهة الداخلية.
وقال: "كلما قلَّت الشائعات زادت حاله الهدوء، وعمَّ الأمن والأمان أكثر في صفوف المواطنين"، لافتاً إلى أن استقرار المجمع داخليًّا يُعين المقاومة في التعامل مع الاحتلال والتركيز في مقاومته فقط.
وذكر أبو هربيد أن الاحتلال يواجه صعوبة متنامية في بث إشاعاته، نتيجة تنامي حالة الوعي وتماسك الجبهة الداخلية، لا سيَّما أن المواطنين تزداد ثقتهم في المقاومة كل يوم أكثر فأكثر.
وطالب بضرورة زيادة الشعور بالمسؤولية والوعي لما هو قادم، وعدم ترويج رواية الاحتلال، وتبني رواية المقاومة من أجل رفع معنويات المواطنين وتوعية الجماهير.
ودعا رواد مواقع التواصل إلى بث الطمأنينة في قلوب المواطنين وعدم إثارة الفزع بينهم، إضافة إلى تفنيد وتحليل أي خبر صادر عن الإعلام العبري، قبل نشره على الصفحات الشخصية.