فلسطين أون لاين

​تحت عنوان "القدس حياة"

ثلاث مقدسيات يدعمن القدس بـ"الفن"

...
جانب من المعرض الفني "القدس حياة"
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

انهمكت الشابة المقدسية توجان القطان بشرح محتويات زاويتها المتخصصة بعرض الأزياء الفلسطينية التراثية الجامعة لعنصري التاريخ والموضة، وذلك لزوار معرض "القدس حياة" الذي نظم في قاعة قصر الحمراء بشارع صلاح الدين شرقي مدينة القدس المحتلة.

وسعى المعرض إلى توفير حاضنة تعريفية بالمشاريع الصغيرة وتشجيع المواهب الشبابية الناشئة، إلى جانب دعم صمود مدينة القدس المحتلة في وجه السياسات الإسرائيلية الساعية لقتل الحياة داخل أسوار المدينة وتفريغها من سكانها الأصليين عنوة.

وتميزت القطان بمجال الملابس والمطرزات اليدوية والآلية التي تحاكي الهوية الوطنية الفلسطينية وفي الوقت ذاته تناسب الأذواق الشبابية الصاعدة، بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي من عوامل الاندثار والضياع في ظل المحاولات الإسرائيلية التي تسعى لذلك.

مزج القديم بالحديث

وإلى جوار القطان، وقفت الشابة هبة خليل خلف طاولة خشبية مستديرة وقد عرضت عليها مجموعات متنوعة من الهدايا والأعمال اليدوية التي جهزتها بحرفية وجمالية عالية كالمنقوشات والأعمال الخشبية المنحوتة والرسم على أطباق الزجاج وغيرها.

وبدأت هبة بتنمية موهبتها داخل منزلها لقضاء وقت الفراغ ثم تطور الأمر إلى بيع بعض الهدايا لأفراد عائلته وأقاربها، وعندما سمعت بإقامة معرض "القدس حياة" بادرت إلى التسجيل لتجد أن هناك حرصا واهتماما واسعا من قبل الأجيال الشابة على اقتناء المشغولات اليدوية خاصة التي تمزج التراث الوطني بالحداثة.

وذكرت هبة (27 عاما) أنها ستستمر في المشاركة بالمعارض والفعاليات المحلية من أجل التعريف أكثر بإنجازاتها وتسويق أعمالها، وذلك بموازاة سعيها إلى حماية مكونات التراث الفلسطيني وتخليده بالفن والإبداع.

وأشرف على تنظيم المعرض وترتيب محتوياته التي جمعت 30 زاوية فنية وإبداعية، ثلاث بنات مقدسيات نسرين متولي مختصة التغذية، وأسيل جمال مختصة التجميل، وهبة صيام الناشطة بمجال التصوير الفوتوغرافي داخل مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين.

فعالية سنوية

الشابة جمال قالت: إن "(القدس حياة) ليس مجرد معرض بل هو فكرة ذاتية لا تتبع لأي مؤسسة إنما جاءت بمبادرة شخصية من ثلاث شابات مقدسيات تكريماً منا لمدينتنا العظيمة القدس، التي لطالما أظلتنا تحت ظلالها وحان الوقت لكي نعطيها جزءاً من النجاح".

وأضافت "تأتي هذه المبادرة لتحيي من جديد ثمار شاباتها ومثابرتهن في الوصول لأهدافهن، وإبراز مواهب نساء هذه المدينة العريقة بأن نثبت أننا قادرات على عمل تغيير وإعطاء حياة للقدس التي جمعتنا معاً في داخل أزقتها"، مبينة أن زوايا المعرض نالت إعجاب الحضور الذين توافدوا إلى القاعة مع الدقائق الأولى للافتتاح.

وأوضحت أن "القدس حياة" ضم أعمالا لحرف يدوية وأزياء نسائية وأخرى مخصصة لأطفال ومنتجات التجميل وبيئية بجانب عرض لأكلات فلسطينية شهيرة كخبز الزعتر والمسفن والمعجنات القمحية، بجانب التطريز التراثي الفلسطيني بمختلف أشكاله ومنتجاته، والصوف والألبسة الشتوية، بالإضافة إلى مستلزمات الأفراح.

وذكرت جمال أن المعرض عمل على تحقيق عدة أهداف، أبرزها دعم المشاريع الناشئة وربط المنتجين بالسوق والزبائن سواء المحليين أو الزوار المغتربين، مبينة أن الفئات التي شاركت في المعرض متنوعة ما بين عاطلات عن العمل ومجموعات عائلية أو طالبات وأصحاب هواية.

وختمت الشابة أسيل حديثها بالإشارة إلى أن اسم المعرض رسالة بأن القدس حية وبحاجة لبعث روح التفاؤل فيها، "وأن الذي يحيي القدس هم شبابها".

وبعد النجاح الذي تكلل به المعرض في نسخته الأولى تسعى الشابات الثلاث متولي وجمال وصيام إلى نقل التجربة ومحاولة تنظيمه بشكل سنوي.