فلسطين أون لاين

محلّلان: انسجام فصائل المقاومة أفشل محاولة نتنياهو صناعة فجوة بينها

...
رام الله– غزة/ أحمد المصري:

قال محللان سياسيان: إن انسجام فصائل المقاومة في الرد على جريمة اغتيال القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الشهيد بهاء أبو العطا؛ أفشل محاولة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في صناعة فجوة بينها، بعدما أعطى الضوء الأخضر باغتياله إثر استهداف منزله في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، فجر أمس.

وأوضح المحللان في حديثين منفصلين لـ"فلسطين"، أن الهدف من الفجوة التي تسعى (إسرائيل) لتحقيقها؛ التفريق ميدانيًا بين فصائل المقاومة وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لكنهما أكدا أن محاولة الاحتلال هذه لن تفلح في الوصول إلى ما يرنو إليه من أهداف، وذلك بفضل وعي المقاومة وإدراكها لسياساته.

وقال المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، علاء الريماوي: إن الاحتلال يحاول اللعب على أوتار التفرقة والتجزئة، لتحقيق أهداف تكتيكية واستراتيجية كأمر ثابت في سياساتها.

وأشار الريماوي لـ"فلسطين"، إلى أنّ نتنياهو وخلال المؤتمر الصحفي، بدا واضحا أنه يحاول صناعة فجوة ما بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والعمل على إثارة الفتن، غير أنّ الريماوي أكد أن ذلك لن ينجح وأن الميدان سيكذبه.

وشدد على أن نتنياهو يحاول يائسًا ضخ هذه الفجوة بين مقاومة قطاع غزة، في وقت يدرك بكل يقينه أن ذلك لن ينجح، حيث أن الحركتين منسجمتان إلى أبعد الحدود سياسيًا وعسكريًا في الميدان.

وبين الريماوي أن نتنياهو يدرك أن الحركتين (حماس والجهاد) في حالة من الوحدة في المواجهة المشروعة، وهو ما يصعب الأمور على الاحتلال، فيما يعتبر حماس حركة محورية في حال مشاركتها بالرد على العدوان.

وعقد نتنياهو وقائد أركان الجيش، ومسؤول المخابرات "الشاباك" أمس مؤتمرا صحفيا بعد ساعات من اغتيال القائد في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، أشارا فيه إلى أن الأخير كان يتمنع عن القبول بأي تسويات أمنية.

وأشار نتنياهو إلى أن "القتال قد يطول" تجاه قطاع غزة، بعد استهداف أبو العطا، مضيفًا "لا نسعى للتصعيد، لكننا سنفعل كل شيء لحماية أنفسنا، وهذا قد يستغرق وقتا، المطلوب هو الجَلَد والهدوء.

بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، د. عدنان أبو عامر، أن برقيات عدة أظهرها مؤتمر نتنياهو وقائدي الجيش والشاباك، أبرزها، أن قرار اغتيال أبو العطا اتخذ يوم 3 نوفمبر الجاري.

وأشار أبو عامر في تغريدة على موقع "فيس بوك"، إلى أن المؤتمر أبرز بوضوح محاولة الإيقاع بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، كما أظهر إمكانيّة تنفيذ عمليات اغتيالات أخرى لقادة المقاومة.

وأشار إلى أن صناعة هذه الفجوة، أمر غير جديد على سياسات الاحتلال، وأن الفشل أمر يدركه الاحتلال في اللعب على هذه الوتيرة.

ووفقا لمراقبين تعيش حركتا حماس والجهاد الإسلامي العصر الذهبي في علاقاتهما وتحالفاتهما، فيما شاركا جنبًا إلى جنب عسكريًا ضمن ثلاثة مواجهات واسعة شنت ضد قطاع غزة، ويشاركان معا إلى جانب فصائل أخرى في إدارة غرفة العمليات المشتركة.

وجددت قيادة حماس والجهاد الإسلامي خلال تشييع القائد أبو العطا على انسجام موقف حركتهما، ووحدته ميدانيًا وسياسيًا، ووحدة مشروعهما في مقاومة الاحتلال.