فلسطين أون لاين

يوسف الشرقاوي:"حد السيف" ردعت (إسرائيل) وأفشلت مخططاتها الأمنية

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ طلال النبيه:

قال الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي: إن ثمار ونتائج عملية "حد السيف" ما زالت تحصدها المقاومة الفلسطينية، مع حلول الذكرى السنوية الأولى لها، مؤكدًا أن (إسرائيل) فشلت أمنيًّا فيها.

وشدد الشرقاوي في حديثه مع صحيفة "فلسطين" على أن العملية الأمنية التي خاضتها (إسرائيل) شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافها، مرجعًا ذلك ليقظة المقاومة الفلسطينية.

وأكد أن ذلك يمثل نجاحًا للمقاومة في ردع الاحتلال قائلًا: "عملية حد السيف حققت نجاحًا كبيرًا للمقاومة، وهي أثبتت أنها غير مردوعة"، واصفًا عملية تصدي المقاومة للمخطط الأمني الاحتلالي، بالنوعية.

وما زالت تفاصيل تلك العملية تتكشف يومًا بعد آخر، إذ أقر الاحتلال في تقرير رسمي فشل عمليته في تحقيق أهدافها بعد تحقيقات داخلية أجراها، حيث أكد التقرير الذي أدلى تفاصيله قائد أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي أن "مهمة القوة الإسرائيلية لم تنفذ".

وأوضح التقرير أن "تسلسل الأحداث أظهر وجود عدة أخطاء وثغرات أدت لانكشاف القوة من بينها: أخطاء عملياتية وأخطاء خلال الاستعدادات، وعدم تنفيذ القوة لمهامها".

ويعلّق الشرقاوي على تلك الأحداث والفشل الذي مني به الاحتلال الإسرائيلي بالقول: "عملية حد السيف أخذت مفاعيلها ميدانيًّا وما زالت تؤثر في الاحتلال، الذي منع مؤخرًا تعيين ضابط كبير في منصب جديد لإخفاقه في جمع معلومات قبيل بدء العملية الأمنية".

ويقول الخبير العسكري: إن المقاومة رغم أن قطاع غزة مُحاصَر استطاعت إحباط هجوم الاحتلال، فكيف لو كان الأخير يواجه جيشًا كبيرًا؟

استعداد دائم

ويستخلص الشرقاوي من أداء المقاومة الفلسطينية في عملية "حد السيف"، أن لديها استعدادًا دائمًا ويقظة تجاه مخططات الاحتلال الإسرائيلي، "وهذا ديدن المقاومة ودائمًا تكون في استعداد لإفشال أي تقدم إسرائيلي رغم امتلاكه المعدات المتطورة".

ويصف الشرقاوي نتائج العملية بـ"الضربة القاصمة للاحتلال الإسرائيلي ومؤسسته الأمنية ومخططاتها الاستخبارية"، رغم "قدرته العملياتية والأمنية على تنفيذ عمليات إنزال خلف الخطوط".

ويؤكد أن قوة وقدرة المقاومة تزداد صلابة يومًا بعد آخر رغم حصارها من مختلف الجهات، لكنه يحذر من أن الاحتلال "يبحث عن الوقت المناسب لتنفيذ عملية أخرى في محاولة لإيجاد الردع".

ويقول الشرقاوي: إن الاحتلال يراكم إنجازاته في الضفة الغربية ويبحث عن "إنجاز له في قطاع غزة".

ويشدد الشرقاوي على أن عنصر "المباغتة" الذي امتلكته المقاومة الفلسطينية قلب حسابات القوة الأمنية الاحتلالية، داعيًا إلى أهمية "الانتباه الدائم" لدى المقاومة الفلسطينية إلى جانب "قدرتها على السيطرة بالنظر والنار".

ويقول: "المقاومة قادرة على إحكام السيطرة على المناطق المحاذية للسياج الفاصل شرق القطاع مراقبة بالنظر وضربًا بالنار، لتمنع إنجازات للاحتلال يبحث عن تحقيقها".

ويؤكد الخبير العسكري أن عملية حد السيف "أدت إلى تقصير جولات التصعيد والعدوان الإسرائيلي المتتالية على غزة، الرامية لاستنزاف قدرات المقاومة"، مشيرًا إلى أن امتصاص المقاومة لتلك الضربات وموازنتها في الرد أضعف أهداف الاحتلال.

ويشيد الشرقاوي بإمكانات المقاومة في قطاع غزة وامتلاكها للأسلحة المتنوعة لحماية الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن تمكن المقاومة من ضرب البنية التحتية الإسرائيلية كفيل بحماية البنية التحتية الفلسطينية.

وكانت القوة الاحتلالية الخاصة التي تسللت إلى المناطق الشرقية لخان يونس، استخدمت مركبةً مدنية، اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وحضر إلى المكان القائد الميداني في الكتائب نور بركة للوقوف على الحدث، وعلى إثر اكتشاف القوة بدأ مقاتلو الكتائب بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاده ومقاومًا آخر؛ بحسب بيان "القسام".

وفي أثناء مطاردة المقاومة للقوة الاحتلالية، تدخل طيران جيش الاحتلال الحربي ونفذ عمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة.

واستشهد خلال عمليات المطاردة والاشتباك: علاء الدين فسيفس، ومحمود مصبح، ومصطفى أبو عودة، وعمر أبو خاطر، وهم مقاوِمون قساميون، إضافة إلى خالد قويدر من ألوية الناصر صلاح الدين، في حين اعترف الاحتلال بمقتل ضابط كبير وإصابة آخر من عديد قوته الفاشلة.

ولاحقًا أوضح المتحدث باسم "القسام"، أن العملية كانت تهدف إلى زراعة منظومة تجسس للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة في قطاع غزة، وأنها بدأت قبل التنفيذ بعدة أشهر من خلال إدخال المعدات الفنية واللوجستية والسيارات المخصصة لها تهريبًا على مراحل مختلفة عبر المعابر المؤدية إلى القطاع، وخاصة كرم أبو سالم المخصص للبضائع والاحتياجات الإنسانية والمعيشية.