فلسطين أون لاين

أبو هربيد: تداعيات "حد السيف" مستمرة والمقاومة أكثر يقظة

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

أكد الخبير في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، أن هناك تداعيات مستمرة في الإعلام والشارع الإسرائيلي، لعملية "حد السيف" التي واجهت بها المقاومة عملية من العيار الثقيل كانت ترمي إلى توجيه ضربةٍ قاسيةٍ للمقاومة داخل قطاع غزة، العام الماضي.

وأوضح أبو هربيد خلال حديث مع صحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال لا يزال يعد تلك العملية "ضربة وخسارة أمنية" لكونها كشفت خططًا وأسرارًا كانت من المفترض أن تبقى طي الكتمان.

وكانت قوةٌ احتلالية خاصة تسللت إلى المناطق الشرقية لخان يونس، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مستخدمةً مركبةً مدنية، اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وحضر إلى المكان القائد الميداني في الكتائب نور بركة للوقوف على الحدث، وعلى إثر اكتشاف القوة بدأ مقاتلو الكتائب بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاده ومقاومًا آخر؛ بحسب بيان "القسام".

وفي أثناء مطاردة المقاومة للقوة الاحتلالية، تدخل طيران جيش الاحتلال الحربي ونفذ عمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة.

واستشهد خلال عمليات المطاردة والاشتباك: علاء الدين فسيفس، ومحمود مصبح، ومصطفى أبو عودة، وعمر أبو خاطر، وهم مقاوِمون قساميون، إضافة إلى خالد قويدر من ألوية الناصر صلاح الاحتلال، ف يحين اعترف الاحتلال بمقتل ضابط كبير وإصابة آخر من عديد قوته الفاشلة.

ولاحقًا أوضح المتحدث باسم "القسام"، أن العملية كانت تهدف إلى زراعة منظومة تجسس للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة في قطاع غزة، وأنها بدأت قبل التنفيذ بعدة أشهر من خلال إدخال المعدات الفنية واللوجستية والسيارات المخصصة لها تهريبًا على مراحل مختلفة عبر المعابر المؤدية إلى القطاع، وخاصة كرم أبو سالم المخصص للبضائع والاحتياجات الإنسانية والمعيشية.

وبيَّن أن تصدي المقاومة أثبت مدى قوتها وتطورها أمام أي محاولات إسرائيلية لساحة قطاع غزة، قد تنفذها جهات خاصة في الفترات القادمة.

وأشار إلى أن الاحتلال لا يزال يحاول اختراق القطاع من جديد، إما من خلال طائرات حربية من دون طيار، أو عملاء أو بأدوات أخرى، عدا عن محاولات اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة.

وذكر أن كل محاولات الاحتلال تندرج في إطار اختراق شبكات الاتصال وإيجاد ثغرات أمنية.

ونبه أبو هربيد إلى أن المقاومة الفلسطينية تجري دراساتها الميدانية لأخذ الإجراءات اللازمة تفاديًا لعدم تكرار مثل هذه العملية الفاشلة التي حاول الاحتلال تنفيذها في القطاع.

ولفت إلى أن الاحتلال يدرك أنه فقد كنزًا معلوماتيًّا واستخباريًّا، وقع في يد المقاومة.

وأضاف أن "فشل الاحتلال في تنفيذ العملية أعطى المقاومة فرصة للتعرف على أساليب العدو".

وتابع بأن "فشل الاحتلال دفعه لقراءة سلوك المقاومة بشكل مستمر، وكشف له عن مدى قوتها في التصدي لأي اختراقات أمنية".

وذكر أن الاحتلال ينظر للمقاومة على أنها عدو شديد وقوي، وهو ما قد يدفعه للبحث عن أساليب جديدة يتمكن من خلالها من التسلل للقطاع مرة أخرى.

ولفت المختص في الشأن الأمني، أن يقظة المقاومة آنذاك في التصدي للقوة الاحتلالية ثم نشر تفاصيل العملية بالصوت والصورة، يدلل على مدى قوتها.

"إجراءات أكثر عمقًا"

وأكد أن المقاومة في قطاع غزة لديها شعور بالمسؤولية في حماية أبناء شعبها، وهو يبقيها يقظة وفي جهوزية عالية للتصدي لأي محاولات اختراق من الاحتلال.

وبيّن أن يقظة المقاومة على مدار الساعة نابعة أيضًا من أن الاحتلال مستمر في عدوانه تجاه قطاع غزة، كسائر الأراضي الفلسطينية.

وشدد على أن المقاومة استفادت من التجارب السابقة وخاصة "حد السيف" في سرعة تطويق أي حالات اختراق بسرعة كبيرة، وهو ما سيجعل الاحتلال يُفكر "ألف مرّة" قبل أي محاولة لاقتحام القطاع.

وتابع: "في حال حدث أي اختراق لساحة القطاع في أي وقت قادم، ستتخذ المقاومة إجراءات أكثر عمقًا من السابق، لأنها ستكون على جهوزية تامة أفضل من ذي قبل".

وعن المعادلات التي رسختها المقاومة بعد مرور عام على "حد السيف"، قال أبو هربيد: إن أبرز ما أوجدته العملية، هو توعية المجتمع الفلسطيني حول بعض المفاهيم المتعلقة بالمقاومة وإمكانات التصدي لاختراقات الاحتلال.

وأكدت العملية أهمية الحاضنة الشعبية، حيث أثبتت المقاومة أنها قادرة على مواجهة الاحتلال متسلحةً بقوة المجتمع والشارع الفلسطيني؛ وفق أبو هربيد.

وغنمت القسام بعض المعدات التي كانت وحدة الـ"كوماندوز" الاحتلالية تستخدمها، في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أن كنزًا استخباريًّا بات في يد القسام.