تتعرض بلدة عورتا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لاقتحامات ليلية متكررة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تتسلل إليها محدثة فيها الرعب والخراب.
وشهدت الأسابيع الماضية، اقتحامات إسرائيلية واسعة للبلدة من قوات الاحتلال، والمستوطنين الذين يقتحمون منطقة المقامات الأثرية والتاريخية، في محاولة منهم لتزوير التاريخ الفلسطيني.
ويروي أحد سكان البلدة، قيس درويش، مسلسل اقتحام قوات الاحتلال لمنزله قبل أسبوعين، قائلا: "بعد ساعات من منتصف الليل، تفاجأنا بدخول ما لا يقل عن عشرين جنديا من جنود الاحتلال للمنزل، دون أي إنذار مسبق.. دقائق معدودة حتى تم قلب أثاث البيت رأسا على عقب، ومن ثم تمزيق طقم الكنب ونثر الكتب والفراش المنزلي بشكل مستفز".
وقال درويش: "حتى المطبخ لم يسلم من قوات الاحتلال، فقد قاموا بإتلاف بعض البقوليات وخلطها ببعضها البعض ومن ثم إضافتها إلى الطحين دون وجود أي سبب يذكر"، لافتا إلى أن المنزل يسكنه هو برفقة زوجته واثنتين من بناته.
من جهته، قال أحد سكان البلدة، أبو سائد عواد، إن قوات الاحتلال أقدمت خلال شهر يناير الماضي، على اقتحام عشرات المنازل، ونكلت في سكانها، واحتجزتهم في غرفة واحدة، وعمدت إلى استجواب بعضهم وأخذ أرقام هويات وهواتف الجميع.
واعتبر عواد، لصحيفة "فلسطين"، أن الهدف من اقتحام جنود الاحتلال منازل البلدة، زرع الرعب في نفوس الأهالي ولا سيما الأطفال والنساء.
وأضاف: "الاحتلال يريد من وراء هذه الاقتحامات، إيصال رسالة بأنه لا أمان لكم، ولا هدوء تعيشونه في البلدة، لكننا نؤكد أننا صامدون في بلدتنا ومنازلنا حتى دحر الاحتلال".
هذا، وأكد أبو محمد العورتاني، أن مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي نابلس، مصدر المعاناة لأهالي البلدة، وقال "جنود الاحتلال هم أداة في يد المستوطنين الذين يقطنون في المستوطنة المقامة على أراضي البلدة، وبالتالي إن تلك الاقتحامات تندرج في إطار ما يسمونه توفير الأمن للمستوطنين وهذا قالوه صراحة في كل مكان يدخلونه".
وأضاف العورتاني، لصحيفة "فلسطين"، "معاناة البلدة لا تتوقف في ظل الاقتحامات ووجود المستوطنة، عوضا عن قرب المعسكر الاحتلالي والمعروف باسم معسكر حوارة والارتباط العسكري زاد هو الآخر من حد الاستهدافات العسكرية للقرية".
وتابع: "في أي حدث أمني في الضفة عموما ونابلس خاصة يتم إغلاق مداخل البلدة تحت ذريعة توفير الأمن لمستوطني إيتمار ".
ووفقا لأهالي البلدة فإن قوات الاحتلال تتخذ من المقامات الأثرية التي تعود أغلبها إلى شيوخ ودعاة عبر التاريخ، ذريعة لاقتحامهم البلدة بحجة بأنها أماكن ومقامات يهودية.