فلسطين أون لاين

​30 ألف مواطن غربي بيت لحم يحاصرهم الاحتلال

...
بيت لحم - خاص "فلسطين"

لا تبرح قوّة عسكرية من جيش الاحتلال منطقة "عقبة حسنة" وهي المدخل الرئيس المؤدّي لقرى وبلدات غربي مدينة بيت لحم، جنوبي الضّفة الغربية المحتلة، لحراسة كتل صخرية وسواتر ترابية وضعها الاحتلال في عرض الشارع قبل نحو عشرة أيام، الذي يستخدمه أكثر من 30 ألف نسمة يقطنون القرى والبلدات الغربية في طريقهم للدخول أو الخروج من وإلى بلداتهم وأعمالهم.

ويدعي الاحتلال أن هذا الإغلاق يأتي كعقاب لهذه القرى والبلدات التي تخترقها الشوارع الالتفافية وتقتص أراضيها مستوطنات الاحتلال، بعد تكرار عمليات الرشق بالحجارة على آليات جيش الاحتلال ومركبات المستوطنين المارة على تلك الشوارع.

ولكنّ المواطنين يفسّرون هذه الإغلاقات بإجراءات عقاب جماعي، تستهدف الضّغط عليهم، لأجل تحقيق مخططات تهجير وتضييق على السّكان، الذين يعيقون أطماع التوسّع الاستيطاني في المنطقة التي تعتبر بيئة خصبة للاستيطان، والضم في المشروع الاستيطاني الكبير المسمّى "مشروع القدس الكبرى".

وتقول نعمة قصقص من بلدة بتير غرب بيت لحم: "يغلقون علينا هذا الشارع منذ عدّة أيام، رغم أنّنا مرضى لا نقوى على تجاوز هذا الحاجز أو هذه السّواتر، ولا أتمكن من الصّعود على الصخر أو على التراب"، موضحة أنها أجرت في وقت سابق عدّة عمليات جراحية في قدميها وركبتيها، وتواجه الكثير من الإعاقات أثناء مشيها على القدمين".

وتضيف: أحتاج إلى سيارة تنقلني من منزلي إلى المستشفى، لأني أواجه تعبًا وإرهاقًا جسديًا أيضًا أثناء السير، لكن إغلاق هذا المدخل يحرمني من هذا الحق.

وتشير قصقص وهي تحاول المرور على المدخل المغلق إلى أنها في طريق عودتها من المستشفى في مدينة بيت لحم، إلى بلدتها بتير غربًا، لافتًا إلى معاناتها من ضيق في التنفس، وأنها كانت تتلقي العلاجات اللازمة هناك، ومطلوب منها الراحة الجسدية، لكنّها ترى أنّ اضطرارها تجاوز هذا الإغلاق لن يعطيها الراحة النفسية المطلوبة.

ويرى المعلم محمد نجار أحد سكّان القرى الغربية في حديثه لـ"فلسطين" إلى أن الأهالي غير مقتنعين أن سبب هذا الإغلاق يتمثل بتكرار عمليات الرشق بالحجارة على آليات جيش الاحتلال ومركبات المستوطنين المارة على هذه الشوارع، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمارس سياسة عقاب جماعي تمس بشكل مباشر حياة السكان وتخلف تعقيدات كبيرة على حياتهم وتنقلهم.

ويعرب عن أمله في ضرورة أن تمارس مختلف المؤسسات الحقوقية والرسمية وخاصّة الارتباط الفلسطيني الأدوار المنوطة بهم، في سبيل الضّغط على سلطات الاحتلال لإعادة فتح هذا المدخل وإعادة الحياة الطبيعية للسكان، من أجل التخفيف على المواطنين في حياتهم وتنقلهم.

من جانبه، يكشف سائق العمومي محمد قطوش عن معاناة كبيرة يتكبدها المواطنون والسائقون، بسبب هذا الإغلاق، موضحًا أن السائقين اضطروا لتقسيم أنفسهم ومركباتهم إلى قسمين، ويعكفون على نقل المواطنين من البلدات والقرى الغربية إلى الإغلاق، ويتسلقه المواطنون مشيًا على الأقدام، قبل أن يستقلوا المركبات الأخرى على الطرف الآخر للإغلاق إلى مدينة بيت لحم المجاورة.

ويشير إلى أنه رغم الإغلاق الجاري في هذا المدخل، إلا أنه المسلك الأفضل في هذه المرحلة، جراء نصب الاحتلال حواجز عسكرية على بقية المداخل البديلة، والتي تعيق بشكل أساس ورئيس حرية حركة المواطنين، وتؤخر مرورهم على تلك الحواجز ساعات طويلة.

ويتابعون: لدينا موظفون وطلبة جامعات يريدون الذهاب إلى جامعاتهم ومحاضراتهم، تتسبب هذه الإغلاقات والإجراءات بتأخرهم، وتترك الكثير من المعاناة والمضايقات على حركة الموانين عامة.