نعم، إنها لعبة الانتخابات، هدفان لصالح الفصائل الفلسطينية مقابل هدف واحد لصالح حركة فتح والرئيس محمود عباس، وما زالت المباراة مستمرة.
الهدف الأول أحرزته حماس في شباك عباس عند موافقتها على الرؤية الوطنية لإنهاء الانقسام التي تقدمت بها الفصائل الثمانية في سبتمبر، بعد وقت قصير استطاع الرئيس عباس استدراك النتيجة وإحراز هدف التعادل عن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما دعا لانتخابات عامة نجح من خلالها من خلط الأوراق وتغييب الرؤية الوطنية عن التداول الإعلامي، حيث باركت حماس الدعوة، ولكن بعد عودة الرئيس لرام الله وضحت الرؤية بأن النية لعقد إجراء انتخابات تشريعية يتلوها انتخابات رئاسية، وواضح أن الرئيس يحاكي سيناريو رفض حماس و(إسرائيل) دعوته فينطلق في إجراء انتخابات تشريعية في الضفة الغربية بقوائم انتخابية تضم مرشحين من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
قرأت حماس المشهد جيدًا وتماشت مع متتالية الانتخابات ووافقت رسميًا على إجراء انتخابات تشريعية يتلوها بعد ثلاثة أشهر انتخابات رئاسية، وهذا هو هدف الفوز لصالح الفصائل وعلى رأسها حركة حماس، ولكن ما زال هناك متسع قبل انتهاء مباراة الانتخابات، فيا ترى هل ستنتهي المباراة دون أي بطاقات صفراء أو حمراء بموجبها تفشل المباراة، ونضطر لمباراة إعادة بعد عدة سنوات...؟
السيناريوهات المحتملة هي كما يأتي:
1. سيناريو نجاح العملية الديمقراطية بشكل مجتزأ:
وفقًا لمحضر اجتماع الفصائل برئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، فإن ما طلبه الرئيس عباس وافقت عليه الفصائل، وفي حال تمت الموافقة على عقد اللقاء الوطني فهذا من شأنه تذليل العقبات والمطبات التي عبّر عنها عديد المراقبين من أجل إجراء انتخابات نزيهة وشفافة تساهم في استقرار النظام السياسي الفلسطيني، ووفق تماشي حماس مع مطالب عباس فإن احتمالية إجراء انتخابات تشريعية يبقى ممكنًا، ولكن إجراء انتخابات رئاسية سيكون مرتبطًا بنتائج التشريعي التي تدعم العديد من المؤشرات حصول حماس وحلفائها نسبة تؤهلهم لتشكيل حكومة بل ربما لإجراء تعديلات دستورية. حينها سيتم تعطيل الانتخابات الرئاسية بأي وسيلة ممكنة.
2. سيناريو فشل العملية الديمقراطية:
لا شك أن الأزمات والمطبات التي تعترض عملية الانتخابات كبيرة، فهناك جماعات مصالح مؤثرة تستطيع إفشال الانتخابات، وهناك مطبات عديدة فنية وسياسية تعترض العملية الديمقراطية، وهناك احتلال إسرائيلي ورغبة أمريكية ببقاء الانقسام، وكل ما سبق يعزز من فرضية فشل سيناريو نجاح إجراء انتخابات عامة.
3. سيناريو نجاح العملية الديمقراطية بشكل كامل:
وإن كان هذا السيناريو هو أمل كل فلسطيني، إلا أنه الأضعف من بين باقي السيناريوهات لعدم توفر لوبيات الضغط الداخلي والخارجي لإتمامه، فأزمة الثقة ما زالت قائمة، وجماعات المصالح قوية، والاحتلال معني ببقاء الانقسام ليصل إلى الانفصال، وعليه فإن أغلب الظروف الموضوعية تضعف من هذا السيناريو، وحتى يرى شعبنا هذا السيناريو محققًا، فإن تشكيل لوبي شعبي ضاغط لإجراء الانتخابات مسألة مهمة على أن يسبقها حوار وطني يؤسس لتوافق يجعل من الانتخابات مدخلًا للشراكة لا المغالبة، فما نريده انتخابات تؤسس لاستقرار النظام السياسي لا انتخابات تزيد من أزمته.